واهل الغنى والثراء قد تزحلقت الى ما تراه وهي اقرب الى الوثنية :
ونجران اهم
موطن للنصرانية في البلاد العربية وهؤلاء القسس قد شاهدوا وثنية العرب تنهزم امام
الاسلام ، وهم اليوم يحاولون ان لا تنهزم النصرانية كما انهزمت الوثنية ، ويحاولون
ان لا ينخذلوا امام محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما انخذل زعماء الوثنية واذن
ليس عجبا ان يظهروا بهذا المظهر الخلاب ، واحسب ان الخاطر الاول لهذا الوفد هو
العبث بالمسلمين عن طريق الغني والثراء ، فانه المشهد الذي يشق طريقه الى النفوس
سريعا ، ويعسر على الذاكرة نسيانه طوال الايام ولكن ما اقصر مرمى عيونهم ، فان
رسالة الاسلام مضت تشق طريقها الى الارواح والقلوب ، ونهجت للناس المنهج الامثل
وتلقى الناس الاسلام مرتاحين إليه فلا يغري المسلمين الثراء. وركام المادة قد داسه
المسلمون تحت حوافر خيولهم في ساحات التضحية في سبيل الله.
انس ـ التوحيد
دعامة الاسلام الكبرى وطبيعي ان يصطدم بالعقائد التقليدية التي عليها الناس ولكن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يدع الى ذلك قبل ان يدعو الى فك قيود العقل
والتأمل في ملكوت السماوات والارض والتوحيد اشرف العقائد واجدرها بالانسان في ارفع
حالاته العقلية ، غير ان هؤلاء القسس لم يأتوا عن طريق المعقول في دعواهم في عيسى
عليه السلام ، وليس في حقائبهم من البراهين على الثالوث المتحد الا الخوارق التي
جاء بها عيسى من ابراء الاكمه والابرص واحياء الموتى وانه خلق من غير اب وليس هذا
بالشئ الجديد في رسالة الرسل والانبياء ، ولقد