في جزيرة العرب بيت الا وهو راغب إليهم أو راهب لهم ثم يدال بعد لاي منهم (١) ويشعث سلطانهم (٢) حدا حدا وبيتا فبيتا حتى تجنى امثال النغف (٣) من الاقوام فيهم ثم يملك امرهم عبدانهم وقنهم يملكون جيلا فجيلا يسيرون في الناس بالقعرة خيطا خيطا (٤) ويكون سلطانهم سلطانا عضوضا ضروسا فننقص الارض حينئذ من اطرافها ويشتد البلاء وتشتمل الاوقات حتى يكون الموت اعز من الحياة الحمراء واحب حينئذ الى احدهم من الحياة الى المعافات السليم ، وما ذلك الا لما يدلون به من الضر والضراء والفتنة العشواء ، وقوام الدين يومئذ وزعماؤه اناس ليسوا من اهله فيمج الدين بهم وتعفو آياته ويدبر توليا وامحاقا ، فلا يبقى الا اسمه حتى ينعاه ناعيه والمؤمن يومئذ غريب ، والديانون قليل ماهم حتى يسيئس الناس من روح وفرجة الا اقلهم ، ويظن اقوام ان لن ينصر الله رسله ويحق وعده فإذا بهم الشصائب (٥) والنقم واخذ من جميعهم بالكظم (٦) تلافي الله دينه وراش عباده (٧) من بعد ما قنطوا برجل من ذرية نبيهم احمد ونجله يأتي به الله عز وجل من حيث لا يشعرون تصلي عليه السموات وسكانها وتفرج به
__________________
(١) أي يتقلب من حال الي حال بعد مدة طويلة.
(٢) شعث السلطان تشتت.
(٣) النغف دود في انوف الابل والغنم.
(٤) خيطا بالياء المثناة من تحت الجماعة وبالموحدة كذلك.
(٥) الشصائب الشدائد.
(٦) مخرج النفس.
(٧) جمع عباده.