وزعمت ابا واثلة ان راد ما قلت اكثر من قائله وانت لعمر الله حري الا يؤثر هذا عنك فقد علمت وعلمنا امة الانجيل معا بسيرة ما قام به المسيح في حواريه ومن آمن له من قومه وهذه منك فهة (١) لا يرحضها (٢) الا التوبة والاقرار بما سبق به من الانكار.
فلما اتي على هذا الكلام صرف الى السيد وجهه فقال. لا سيف الا ذو نبوة ، ولا علم الا ذو هفوة فمن نزع عن وهله واقلع فهو السعيد الرشيد ، وانما الافة في الاصرار ، واعرضت بذكر نبيين يخلقان زعمت بعد ابن البتول ، فاين يذهب بك عما خلد في الصحف من ذكرى ذلك؟ الم تعلم ما انبأنا به المسيح عليه السلام في بني اسرائيل؟ وقوله لهم كيف بكم إذا ذهب بي الى ابي وابيكم (كذا) وخلف بعد اعصار تخلو من بعدي وبعدكم صادق وكاذب؟ قالوا ومن هما يا مسيح الله؟ قال : نبي من ذرية اسماعيل عليهما السلام صادق ومتنبئ من بني اسرائيل كاذب ، فالصادق منبعث منهما برحمة وملحمة يكون له الملك والسلطان مادامت الدنيا واما الكاذب فله نبز يذكر به المسيح الدجال يملك فواقا ثم يقتله الله بيدي إذا رجع بي. قال حارثة : واحذركم يا قوم ان يكون من قبلكم من اليهود اسوة انهم انذروا بمسيحين : مسيح رحمة وهدى ومسيح ضلالة وجعل لهم على كل واحد منهما
__________________
(١) الفهة بالفتح والتشديد السقطة
(٢) الرحض بالحاء المهملة والضاد المعجمة غسل الثوب اي لا يغسلها الا التوبة