لهم الحكم بعد ذلك.
حدثونا عن عمر (رض) انه قال ـ ودماؤه تنزف ـ لو كان أبو عبيده حيا لاستخلفته وقال لو كان سالم مولى ابي عبيدة حيا لاستخلفته!! وهذا يدلنا على ان عثمان كان في مرتبة متأخرة ولو ان الترتيب والترقيم كان على اساس الفضيلة في عهد النبي لما صح من ابي حفص ان يستخلف ابا عبيده أو سالم مولاه.
وبعد ـ فواضح ان معدن الترقيم سياسي ومن الميسور للباحث ان يلتمس العلل التي كانت تبعث على الاصطناع ، ويسير عليه إذا رجع الى العصر الاموي والى احوال الصحابة الذين اصطنعهم الامويون. ولم يأت الوقت لدرس هذه الناحية.
على ان الرواية لو صحت نسبتها الى الامام جعفر الصادق عليه السلام لاخرجها شيعته وهم الذين لاتأخذهم في الحق لومة لائم كيف والرواية منسوبة الى امامهم الذي ينتسبون إليه ..
وبقى شئ واحد لابد ان نلفتك إليه هو ان كلمة «نساءنا» لا يقولها العربي ويريد بنته لاسيما إذا كان له ازواج. دعوى كبيرة جازف فيها بنفسه لانها تحتاج الى تتبع عام واستقصاء شامل تام.
على ان سيد العرب استعمل كلمة «نساءنا» في ابنته فقط مع ان في بيته تسع نسوة وفسر كلمة «انفسنا» بعلي فقط مع ان حوله الالوف من اصحابه وبعد هذا لا تكون الدعوى الاهراء من نوازع الشيطان التي تحاك في الصدور.