ونحن لا يسعنا ان ننسب الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم التأثر بالعاطفة بل لا يجوز عليه التأثر بالعاطفة في مثل هذا الموقف بل في كل مقام وهو الذي لم ينس في وقت من الاوقات الدعوة الى المساواة بين افراد المسلمين ، تلك المساواة التي اراد الاسلام ان يجمع بها بين كل الشعوب والافراد ويؤلف بينهم جميعا ليكون منهم امة واحدة تسودها المحبة والاخاء.
لقد كان بين اصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اهل الشرف والمكانة واللياقة والاحساس واهل البلاء الحسن في بناء الهيكل الاسلامي من لا يصبر على هذا التحيز الذي تجره العاطفة ، ان كان ذلك عن عاطفة ، بل كان في صحبه من كان يجرأ على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواقف لا تصح فيها الجرأة ولا تحمد ، أفتراهم يقفون منه موقف الجامد حينما يرونه عاطفيا متحيزا لذوي قرباه في ساحة الشرف الخالد بخلود الاسلام وخلود كتاب الله الذي يرتله المسلمون في اناء الليل واطراف النهار؟؟ مع انهم فهموا ان الدعوة كانت عامة لانفس المسلمين ولنسائهم ولابنائهم ثم لا يخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم معه منهم سوى ابنته وابن عمه وولديهما عليهم السلام!.
وليس عندي ـ بل في واقع الامر ـ اضعف من هذا الاحتمال على اي تفسير ارادوا ان يفسروا خلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وعظمته وسمو مقامه ومركزه الاجتماعي كنبي مرسل لهداية البشر وسعادتهم ورفع التنابز من ، بينهم ، ومن عرف اخلاق النبي وتركيب مزاجه يدفع عنه كل احتمال من