سلمنا أنّ طريقة
أصحاب الأصول ذكر الأخبار الصّحيحة والضّعيفة لكن لا على وجه يشتبه الأمر بل إنّما
ذكروا الضّعيفة مع التّصريح بضعفها لئلا يختلط الأمر فالصدوق ترك ذلك واقتصر على
الصّحيحة ولا يقدح ذكر الضّعيفة ممتازة في قطعيّة الصّحاح وانظر إلى ما ذكره
الشّيخ في التّهذيب بعد أن بين وجه التّصنيف حيث قال ما لفظه وسألني أي بعض
الأصدقاء أن أقصد إلى رسالة شيخنا أبي عبد الله أي المفيد ره المسماة بالمقنعة إلى
أن قال وأذكر مسألة مسألة فأستدل عليها إمّا من ظاهر القرآن عن صريحه أو فحواه أو
دليله أو معناه وإمّا من السّنة المقطوعة بها من الأخبار المتواترة أو الأخبار
الّتي تقترن إليها القرائن الّتي تدل على صحتها وإمّا من إجماع المسلمين إن كان
فيها أو إجماع الفرقة المحقة ثم أذكر من بعد ذلك ما ورد فيه من أحاديث أصحابنا
المشهورة في ذلك وأنظر ما ورد بعد ذلك مما ينافيها ويضادها وأبين الوجه فيها إمّا
بتأويل أجمع بينها وبينها أو أذكر وجه الفساد فيها إمّا من ضعف في أسنادها أو عمل
العصابة بخلاف متضمنها إلى آخر ما قال فإنّه صريح في أنّ الأخبار الّتي عمل بها
الشّيخ كلها مقطوع بها من تواتر أو احتفاف بقرائن القطع وقال أيضا في الإستبصار
والعدة ما حكي عنهما من أنّ الأخبار عندهم على وجوه أربعة منها المتواتر ومنها
المحفوف بقرائن القطع ومنها ما أجمع الأصحاب على روايته ومنها ما أجمعوا على صحته
والعمل به وهذا أيضا صريح فيما قلناه وأنظر إلى ما ذكره الشّيخ الجليل الكليني رحمهالله في ديباجة الكافي فإنّه كاف في المطلوب حيث قال والشّرط من الله جل ذكره فيما
استعبد به خلقه أن يؤدوا جميع فرائضه وبعلم ويقين وبصيرة ليكون المؤدى بها محمودا
عند ربه إلى أن قال وذكرت أن أمورا قد أشكلت عليك لا تعرف حقائقها لاختلاف
الرّواية فيها وإنّك تعلم أن اختلاف الرّواية فيها لاختلاف عللها وأسبابها إلى أن
قال وقلت إنّك تحب أن يكون عندك كتاب كاف بجميع فنون علم الدّين ما يكتفي به
المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدّين والعمل به بالآثار
الصّحيحة عن الصّادقين عليهمالسلام والسّنن القائمة الّتي عليها العمل وبها يؤدى فرض الله عز
وجل وسنة نبيه صلىاللهعليهوآله إلى أن قال وقد يسر الله وله الحمد تأليف ما سئلت وأرجو أن
يكون بحيث توخيت انتهى فقد ذكر أولا أن الشّرط من الله على العباد أن يؤدوا جميع
فرائضه بعلم ويقين ثم ذكر أنّك سألت تأليف ما يأخذ منه من يريد علم الدّين والعمل
به من الآثار الصّحيحة الّتي يؤدى بها فرض الله ولازم ذلك أن يكون العامل بتلك
الآثار عاملا بالعلم واليقين بحسب الشّرط المتقدم ثم ذكر أنّ الله يسر تأليف ما
سئلت ولازمه أن يكون الأخبار المجموعة في كتابه كلها قطعيّة من الآثار الصّحيحة
الّتي يؤدى بها فرض الله تعالى وهو المطلوب مضافا إلى ما مر من أنّ معنى