دار الامام الحسن
العسكري وفتشت بحثا عن الامام الثاني عشر ، مما دعاه إلى الاختفاء والغيبة ، وكان
لا بد للشيعة من الاتصال به فنصب الوكلاء الذي ذكرنا أسماءهم آنفا ليتصل الشيعة به
عن طريقهم ، وفي هذه الظروف تولد مصطلح (الناحية) للاشارة إليه في المكاتبات
والحديث. وهذا لا ينافي أن يكون اختيار هذه الوسيلة للاشارة إلى الامام خضوعا
لمقتضيات الامن ، قد نشأ من شيوع هذه الظاهرة في الثقافة العامة للمجتمع في ذلك
الحين .
ويبدو أن هذا المصطلح الذي يختلف في
أسباب نشوئه عن أمثاله في الثقافة العامة ـ يبدو أنه مصطلح شيعي خاص ، فإن ألقاب
الخلفاء والسلاطين ، والقواد والعلماء والكتاب التي شاعت في النصف الثاني من
الدولة العباسية لم يرد فيها ذكر لمصطلح (الناحية) وقد عقد القلقشندي في كتابه صبح
الاعشى فصولا ضافية بحث فيها موضوع الالقاب والكنى من جوانبه التطبيقية ، وذكر ، فيما
يبدو كلما كان سائدا في عصره. في شأن الالقاب وصيغها ، ولم يذكر من بين ما ذكر
مصطلح (الناحية) .
___________________