قائمة بها ، فهي مع وحدتها المتشخصة كل القوى ومحالّها.
قوله : «فالصورة العقلية لماهية الإنسان ، إلخ» أقول : الاشتراك الوجودى بين تلك الصورة العقلية وبين أفرادها المادية متحقق دائما ، ونحن بارتقائنا العلمى واعتلائنا الوجودى نكشف ذلك الاشتراك ونعلمه ، وأمّا اشتراك ماهيتها المحمولة فهو من فعلنا وذلك الفعل هو انطباق تلك الماهية على الأفراد الخارجية أعمّ من المادية والعقلية ، وتلك الماهية من حيث هي بمعزل عن الوجود وتلك الصورة العقلية وجود نورى كلى فافهم وتبصر.
قوله : «على تجرّد بعض النفوس الإنسانية» تقدّم كلامنا في ذلك في أثناء البحث عن البرهان الأوّل من الشفاء في تجرّد النفس من أنّ الغبىّ الذي لا يعود عليه الفكر برادّة فهو بمعزل عن التعقل ولا يمكنه ملاحظة الاعتبارات الكلية بوجه ، وأنّ الواصل إلى الوجود العقلي سيما إلى الصادر الأوّل الذي هو رق منشور للكلمات النورية الوجودية قليل جدا. بل الواصل إلى الثاني هو مثل النبيّ الختم ، وأوصيائه أهل العصمة وعيب القرآن ، وأنّ لسائر الناس حظا من التعقل على مراتبهم ، فنفوسهم أوعية معقولاتهم بل نفس تلك المعقولات على اختلاف درجاتهم.
قوله : «الإنسان العقلى روحانى ، وجميع أعضائه روحانية إلخ» أقول : سواء في ذلك ربّ نوعه الذي من المثل الآلهية ، والعنصرى لأنّ الثانى أيضا في مقام روحه إنسان أحدي وجميع أعضائه موجودة بوجوده الأحديّ. وأشار إلى ذلك التعميم بقوله :
«ويحضر في ذهنه صورة كل طبيعة من الطبائع بنحو وجودها العقلى الكلّى لأنّ ذلك في الحقيقة معنى إدراكه الكليات». وانّما كان جميع أعضاء الإنسان العقلى روحانية لأنّ الرقائق نازلة من حقائقها على ما يقتضيها كل منزل من أحكامه فإنّ العوالم يحاكى ويماثل بعضها بعضا ، والفرق بالقرآن والفرقان؛ ولذا قالوا إنّ الذات الواجبية روح الأسماء ، والأسماء أرواح الأعيان الثابتة ، وهي أرواح الأرواح وهي أرواح الأشباح ، قوله (عزّ من قائل) : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ) (السجدة ، ٦) ؛ وقال (سبحانه) : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنا خَزائِنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) (الحجر ، ٢٢) ؛ وقوله