عالما لا عند ما حل
الشىء الذي أغضبه أو يكون حصل له العلم به عند حدوثه (٥٢ ب) فيكون علمه لا
من ذاته بل من خارج ومستفيدا العلم بعد ما لم يكن له. وهو لا يتجدد له حال لم تكن
له قبل فإنه يكون فيه قوة ثم خرجت إلى الفعل ويكون سبب أخرجها إلى الفعل.
حقائق الأشياء لا تبطل فتصير حقائق أخرى
، وواجب الوجود حقيقته وجوب الوجود فلا تبطل حقيقته فيصير غير واجب الوجود فإذن لا
يجوز عليه العدم ، وهو فعل محض. وإن جوّز عليه العدم ففيه قبول للعدم. فإنه لو لم
يكن فيه قبول له لم يلحقه ففيه قوة إذن فيكون فيه انفعال أيضا ، فيكون ما هو فعل
محض قد انقلب حقيقته فصار انفعالا.
كل ما فيه قبول الشىء ففيه قوة. فواجب
الوجود فعل محض. فإن كان يقبل العدم ففيه قوة وهو محال.
إن كان يجوز أن يعدم فليس هو واجب
الوجود بذاته ، بل وجوده معلول. وإن جوز أن يدخل عليه شىء فيعدمه فيكون فيه قبول
للعدم فإنه لو لم يكن فيه قبول له لم يعدم ففيه قوة إذن. فواجب الوجود بذاته هو
فعل محض ، ففيه فعل أن يكون دائما وقوة أن يبطل.
الهيئة والصورة قد تحدثان حدوثا أوليا
ثم يحدث عنهما وعن المادة مجموع الصورة والمادة ، وهذا المجموع لا يحدث حدوثا
أوليا.
الصورة توجد فى المادة ، والمركب يوجد
فى الصورة والمادة.
الزمان هيئة : فلا يخلو إما أن يكون
بتمام مقدارها فى المادة أو لا يكون بتمام مقدارها فى المادة. فلو كان بتمام
مقدارها فى المادة لكان تزيد المادة التي فيها الزمان كما تزيد المواد بزيادة
الهيئات التي فيها. وذلك كالبياض ، إذا كان فى جسم ، فإنه إذا زاد البياض فإنما
يزيد بزيادة المادة التي فيها فتكون زيادته تابعا لزيادة المادة؛ أو لا يكون بتمام
مقدارها فى المادة بل تكون الزيادة خارجة ، وذلك محال. فلا شىء من الهيئات كذلك
فإذن هو هيئة لشىء غير قارّ وهو الحركة.
كل دعاء فإنه لا يمتنع أن يستجاب. ووجه
لا امتناعيته أنه يكون معلولا للأول وإن كان بوساطة الداعى ، وكل ما يكون معلولا له فإنه كائن إذا لم يكن هناك معلوم
________________