هذه ، الأعضاء المولدة التي للذكر. ثم
سائر القوى النفسانية الباقية تحدث في الأنثى على مثال ما هي في الذكر .
وهاتان القوتان ، أعني الذكرية والأنثوية
، هما في الانسان مفترقان في شخصين ، وأما في كثير من النبات فانهما مقترنان على
التمام في شخص واحد ، مثل كثير من النبات الذي يتكون عن البذر؛ فإن النبات يعطي
المادة ، وهي البذر ، ويعطي بها مع ذلك قوة يتحرك بها نحو الصورة. فإن البذر فيه
استعداد لقبول الصورة ، وقوة يتحرك بها نحو الصورة. فالذي أعطاه الاستعداد لقبول
الصورة هي القوة الأنثوية ، والذي أعطاه مبدأ يتحرك به نحو الصورة هو القوة
الذكرية.
وقد يوجد أيضا في الحيوان ما سبيله هذا
السبيل. ويوجد أيضا ما القوة الأنثوية فيه تامة ، وتقترن إليها قوة ما ذكرية ناقصة
تفعل فعلها إلى مقدار ما ثم تجوز ، فتحتاج إلى معين من خارج ، مثل الذي يبيض بيض
الريح ، ومثل كثير من أجناس السمك التي تبيض ثم تودع بيضها ، فيتبعها ذكورتها ، فتلقي
عليها رطوبة. فأية بيضة أصابها من تلك الرطوبة شيء كان عنها حيوان ، وما لم يصبها
ذلك فسدت.
وأما الانسان فليس كذلك. بل هاتان
القوتان متميزتان في شخصين ، ولكل واحد منهما أعضاء تخصه : وهي الأعضاء المعروفة
لهما ، وسائر الأعضاء فيهما مشتركة. وكذلك يشتركان في قوى النفس كلها سوى هاتين. وما
يشتركان فيه من أعضاء فانه في الذكر أسخن ، وما كان منها فعله الحركة والتحريك ، فانه
في الذكر أقوى
_________________