الحيوان العضو الذي
يكوّن المني. فان المني إذا ورد على رحم الأنثى فصادف هناك دما قد أعدّه الرحم
لقبول صورة الانسان ، أعطى المني ذلك الدم قوة يتحرّك بها إلى أن يحصل من ذلك الدم
أعضاء الانسان وصورة كل عضو ، وبالجملة صورة الانسان. فالدم المعدّ في الرحم هو
مادة الانسان ، والمني هو المحرّك لتلك المادة إلى أن تحصل فيها الصورة .
ومنزلة المني من الدم المعد في الرحم
منزلة الأنفحة التي ينعقد عنها اللبن. وكما أن الأنفحة هي الفاعلة للانعقاد في
اللبن ، وليس هي جزءا من المنعقد ولا مادة ، كذلك المني ليس هو جزءا من المنعقد في
الرحم ، ولا مادة. والجنين يتكون عن المني كما يتكون الرائب من الأنفحة ، ويتكون
عن دم الرحم كما يتكون الرائب عن اللبن الحليب ، والابريق عن النحاس.
والذي يكوّن المني في الانسان هي
الأوعية التي يوجد فيها المني ، وهي العروق التي تحت جلد العانة ، يرفدها في ذلك
بعض الارفاد الأنثيان. وهذه العروق نافذة إلى المجرى الذي في القضيب ليسيل من تلك
العروق إلى مجرى القضيب ، ويجري في ذلك المجرى إلى أن ينصب في الرحم ويعطي الدم
الذي فيه مبدأ قوة يتغير بها إلى أن تحصل به الأعضاء ، وصورة كل عضو ، وصورة جملة
البدن.
والمني آلة الذكر .
_________________