ليست بأجسام ولا هي من أجسام ، ومن بعدها السماوية. وأفضل المفارقة من هذه هو الثاني ، ثم سائرها على الترتيب إلى أن ينتهي إلى الحادي عشر. وأفضل السماوية هي السماء الأولى ، ثم الثانية ، ثم سائرها على الترتيب ، إلى أن ينتهي إلى التاسع وهو كرة القمر. والأشياء المفارقة التي بعد الأول هي عشرة والأجسام السماوية في الجملة تسعة ، فجميعها تسعة عشرة (١).
وكل واحد من العشرة متفرد بوجوده ومرتبته ، ولا يمكن أن يكون وجوده لشيء آخر غيره ، لأن وجوده إن شاركه فيه آخر ، فذلك الآخر إن كان غير هذا ، فباضطرار أن يكون له شيء ما باين به هذا ، فيكون ذلك الشيء ، الذي به باين هذا ، هو وجوده الذي يخصّه ، فيكون الوجود الذي يخصّ ذلك الشيء ليس هو الذي هو به هذا موجود. فإذن ليس وجودهما وجودا واحدا ، بل لكل واحد منهما شيء يخصّه. ولا أيضا يمكن أن يكون له ضد ، لأن ما كان له ضد فله مادة مشتركة بينه وبين ضده ، وليس يمكن أن يكون لواحد من هذه مادة. وأيضا الذي تحت نوع ما ، إنما تكثر أشخاصه لكثرة موضوعات صورة ذلك النوع. فما ليست له مادة فليس يمكن أن يكون في نوعه شيء آخر غيره (٢).
_________________
١) أما الموجودات السماوية فعلى العكس تتدرج من الأكمل إلى الأنقص أي من الله إلى العقل الفعال مرورا بالثواني التسعة (العقول) ومن السماء الأولى إلى القمر (الأجسام).
٢) الثواني ليس لها شريك ولا ضد.