بلا صورة السرير ، فهو
سرير بالقوة ، وإنما يصير سريرا بالفعل إذا حصلت صورته في مادته. وأنقص وجودي
الشيء هو بمادته ، وأكمل وجوديه هو بالصورة .
وصور هذه الأجسام متضادة ، وكل واحد
منها يمكن أن يوجد وأن لا يوجد؛ ومادة كل واحد منها قابلة لصورته ولضدها ، وممكنة
أن توجد فيها صورة الشيء وأن لا توجد ، بل يمكن أن تكون موجودة في غير تلك الصورة .
والأسطقسات أربع ، وصورها متضادة. ومادة
كل واحدة منها قابلة لصورة ذلك الاسطقس ولضدها. ومادة كل واحدة منها مشتركة للجميع
، وهي مادة لها ولسائر الأجسام الأخر التي تحت الأجسام السماوية ، لأن سائر ما تحت
السماوية كائنة عن الاسطقسات ، ومواد الاسطقسات ليست لها مواد؛ فهي المواد الأولى
المشتركة لكل ما تحت السماوية. وليس شيء من هذه يعطى صورته من أول الأمر ، بل كل
واحد من الأجسام فإنما يعطى أولا مادته التي بها وجوده بالقوة البعيدة فقط ، لا
بالفعل ، إذ كانت انما أعطيت مادته الأولى فقط ، ولذلك هي أبدا ساعية إلى ما
يتجوهر به من الصورة؛ ثم لا يزال يترقى شيئا بعد شيء إلى أن تحصل له صورته التي
بها وجوده بالفعل .
_________________