والصدوق في «الفقيه» لم يذكر إلّا هذه الرواية ، ثمّ قال : هذا هو الأذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص منه. والمفوّضة ـ لعنهم الله ـ قد وضعوا أخبارا وزادوا بها في الأذان ، محمّد وآل محمّد خير البريّة» مرّتين ، و «أشهد أنّ عليّا ولي الله» مرّتين ، ومنهم من روى «أشهد أنّ أمير المؤمنين حقا» مرّتين. ولا شكّ في أنّ عليّا ولي الله ، وأنّه أمير المؤمنين ، وأنّ محمّدا وآله خير البريّة ، ولكن ليس في أصل الأذان ، وإنّما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة المتّهمون المدلّسون أنفسهم في جملتنا (١) ، انتهى.
فلو لم يكن ما ذكرناه هو المراد من هذه الرواية ، ولم يكن ذلك ظاهر عليهم ، لم يكن لما ذكره الشيخ وما ذكره الصدوق وجه ، لأنّ ظاهر هذه الرواية مخالف للمجمع عليه ، إذ لم يرض أحد بكون الإقامة مثل الأذان ، لأنّ فيها «قد قامت الصلاة» يقينا دون الأذان.
فخلاف الظاهر مراد يقينا ، فإمّا أن يكون المراد ما ذكرنا ، لما ذكرنا من الامور الكثيرة ، فالأمر كما ذكرنا ، وإمّا أن يكون المراد غيره ، ولا قرينة أصلا على تعيين ذلك ، ولا تشير إليه مطلقا.
فكيف لم يجعلها الشيخ معارضه ، ولا وجه إلى وجه الحمل ورفع التعارض ، بإبداء المراد؟
والصدوق كيف ردّ بها المذاهب النادرة التي هي خارجة عن مذهب الشيعة ، ولم يتعرّض لردّ ما هو المذهب المشهور في الشيعة ، لو لم يكن متّفقا عليه؟
ولو لم يكن هو المشهور ، فلا أقلّ من كونه مذهبا مشهورا منهم (٢) ، ولو لم
__________________
(١) من لا يحضره الفقيه : ١ / ١٨٨ ذيل الحديث ٨٩٧.
(٢) في (ك) : فيهم.