وما رواه أبو سعيد عن أبي بصير قال : «لا تعاد الصلاة من دم لا تبصره إلّا دم الحيض ، فإنّ قليله وكثيره في الثوب إن رآه وإن لم يره سواء» (١) ، ولا يضرّ الضعف والإضمار ، للانجبار بعمل الأصحاب ، بل الاتّفاق وللاعتضاد بما في «الفقه الرضوي».
وقال في «المنتهى» : وهذه الرواية وإن كانت مرسلة (٢) ، إلّا أنّها من المشاهير (٣) انتهى.
مع أنّ في «الكافي» هكذا : عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام قال : «لا تعاد الصلاة» (٤). إلى آخره.
ورواه في «الفقيه» أيضا مفتيا بمضمونها (٥) ، مضافا إلى أنّهما قالا في أوّل كتابيهما ما قالا. هذا مع أن «الكافي» أضبط ، بل الشيخ أيضا وإن كان قد رواها في موضع من كتابه مضمرا ، لكن رواها في موضع آخر موافقا للكافي (٦) ، فلاحظ!
هذا ؛ مضافا إلى ما ورد في الأخبار من أنّ الحائض تصلّي في ثيابها ما لم يصبها دمها (٧). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لأسماء : «حتّيه ثمّ اقرصيه ثمّ اغسليه بالماء» (٨).
بل روى سورة بن كليب عن الصادق عليهالسلام عن الحائض قال : «تغسل ما
__________________
(١) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٥٧ الحديث ٧٤٥ ، وسائل الشيعة : ٣ / ٤٣٢ الحديث ٤٠٧٩ مع اختلاف يسير.
(٢) لم نعثر عليها مرسلة.
(٣) منتهى المطلب : ٣ / ٢٤٦.
(٤) الكافي : ٣ / ٤٠٥ الحديث ٣.
(٥) من لا يحضره الفقيه : ١ / ٤٢ ذيل الحديث ١٦٥.
(٦) تهذيب الأحكام : ١ / ٢٥٧ الحديث ٧٤٦.
(٧) راجع! وسائل الشيعة : ٣ / ٤٤٩ الباب ٢٨ من أبواب النجاسات.
(٨) سنن الدارمي : ١ / ٢٥٦ الحديث ١٠١٨ ، سنن الترمذي : ١ / ٢٥٥ الحديث ١٣٨ ، سنن النسائي : ١ / ١٩٥ مع اختلاف يسير.