وقال الشاعر :
حتى إذا قملت بطونكم |
|
ورأيتم أبناءكم شبّوا |
وقلبتم ظهر المجن لنا |
|
إنّ اللئيم العاجز الخب (١) |
أراد : قلبتم.
(أَنْ يا إِبْراهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ) : الاختبار المظهر فيما يوجب النعمة أو النقمة ، ولذلك قيل للنعم : بلاء وللمحنة بلاء ؛ لأنها سمّيت باسم سببها المؤدّى به إليها ، كما قيل لأسباب الموت : هذا الموت بعينه.
(وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (١٠٧) وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (١٠٨) سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ (١٠٩) كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١١٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١١١) وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (١١٢) وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣) وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (١١٤) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (١١٦) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨) وَتَرَكْنا عَلَيْهِما فِي الْآخِرِينَ (١١٩) سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ (١٢٠) إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٢١) إِنَّهُما مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (١٢٢))
(وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) ، والذّبح : المهيأ لأن يذبح ، والذّبح ـ بالفتح ـ المصدر ، وقد اختلفوا في هذا الذّبح وسبب تسميته عظيما ؛ فأخبرنا أبو الحسن الفهندري قال : حدّثنا أبو العباس الأصم قال : حدّثنا إبراهيم بن مرزوق البصري قال : حدّثنا أبو عامر العقدي عن سفيان ابن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : الكبش الذي ذبحه إبراهيم هو الذي قرّبه ابن آدم ، وقال سعيد بن جبير : حق له أن يكون عظيما وقد رعى في الجنة أربعين خريفا ، وقال مجاهد : سمّاه عظيما لأنه متقبل ، وقال الحسين بن الفضيل : لأنه كان من عند الله ، وقال أبو بكر الورّاق : لأنه لم يكن عن نسل وإنما كان بالتكوين ، وقيل : لأنه فداء عبد عظيم ، وقال أهل المعاني : قيل له : عظيم ؛ لأنه يصغر مقدار غيره من الكباش بالإضافة إليه ، وأكثر المفسرين على أنه كان كبشا من الغنم أعين أقرن أملح ، وروى عمر بن عبيد عن الحسن أنه كان يقول : ما فدى إسماعيل إلّا تيس من الأروى ، وأهبط عليه من [السماء] ، وهي رواية أبي صالح عن ابن عباس قال : وكان وعلا.
(وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ * كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) ، أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا طلحة وعبيد
__________________
(١) السان العرب : ١١ / ٥٦٨.