(وَالَّذِينَ كَفَرُوا
لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا) أي لا يقبضون فيستريحون.
وذكر عن الحسن
: فيموتون ، و (لا) يكون حينئذ جوابا للنفي ، والمعنى : لا يقضى عليهم ولا يموتون.
كقوله : (لا يُؤْذَنُ لَهُمْ
فَيَعْتَذِرُونَ) .
(وَلا يُخَفَّفُ
عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ) قراءة العامة بنصب النون واللام وقرأ أبو عمرو بضم
الياء واللام وفتح الزاي على غير تسمية الفاعل.
(وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ) : يدعون ويستغيثون ويصيحون فيها ، وهو افتعال من الصراخ
، ويقال للمغيث : صارخ وللمستغيث : صارخ. (رَبَّنا أَخْرِجْنا) من النار (نَعْمَلْ صالِحاً
غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ) في الدّنيا ، فيقول الله عزوجل : (أَوَلَمْ
نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ). اختلفوا في هذه المدة ، فقال قتادة والكلبي : ثماني
عشرة سنة ، وقال الحسن : أربعون سنة ، وقال ابن عباس : ستون سنة.
أخبرني أبو عبد
الله بن فنجويه قال : حدّثنا ابن شنبه وأحمد بن جعفر بن حمدان قالا : حدّثنا
إبراهيم بن سهلويه قال : حدّثنا أبو سلمة يحيى بن المغيرة حدّثنا ابن أبي فديك عن
عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي حصين عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إذا كان يوم القيامة نودي أين أبناء الستين؟ وهو
الذي قال الله عزوجل فيه : (أَوَلَمْ
نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ)» [٦١] .
وأخبرني ابن
فنجويه قال : حدّثنا أبو بكر بن حرجة قال : حدّثنا محمد بن أيوب قال : حدّثنا
الحجبي عن عبد العزيز بن أبي حازم قال : سمعت أبي يحدث عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من عمّره الله ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر»
[٦٢] .
وأخبرني ابن
فنجويه عن أحمد بن جعفر بن حمدان عن إبراهيم بن سهلويه عن الحسين بن عرفة ، عن
محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من
يجوز ذلك» [٦٣] .
وقال رسول الله
صلىاللهعليهوسلم : «معترك منايا أمتي ما بين الستين إلى السبعين» [٦٤].
__________________