الأربع خاصّة ، سواء كان في الخروج إلى السفر أو القدوم منه ، بل لا يكاد يتمشّى هذا التوجيه فيها.
بل وفي الأربع ، والإتمام لا يكاد يتمشّى هذا التوجيه بأنّه ليس إلّا من جهة سعة الوقت ، في الذهاب والمجيء جميعا ، وأنّ الأصل هو الإتمام في الخروج إلى السفر ، والقدوم منه جميعا ، وأنّ القصر ليس إلّا من جهة عدم سعة الوقت ، فلاحظ جميع الأخبار وتأمّل فيها وفي أنّه هل يتمشّى التوجيه المذكور أم لا؟
وممّا يقرب عدول السائل من صيغة الماضي إلى صيغة المضارع في كلتا الروايتين حيث قال : الرجل يقدم من سفره ، ولم يقل : قدم من سفره ، وجواب المعصوم عليهالسلام فيهما بأن يتمّ إن لم يخف ، ويقصّر إن خاف ، من دون استفصال وتفصيل وتقييد أصلا ، ومبادرته عليهالسلام بالجواب كذلك ، مع أنّ الأصل عدم التقدير في الكلام.
وممّا يقرب أيضا صحيحة ابن مسلم السابقة المرويّة عن أحدهما عليهماالسلام (١) وما ذكرنا هناك ، فتأمّل جدّا!
وبمثل ذلك يمكن الجواب بالنسبة إلى الرواية الأخيرة أيضا ، إذ صحيحة إسماعيل وغيرها تأبى عن الحمل على التخيير أيضا ، فلاحظ.
مضافا إلى ما عرفت سابقا من تواتر الأخبار في كون القصر عزيمة (٢) بعد الآية (٣) ، فتعيّن العمل بصحيحة إسماعيل وما وافقها.
ثمّ اعلم! أن المذهب غير منحصر فيما ذكر ، لأنّ العلّامة رحمهالله اختار البناء على
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٤ الحديث ١١٣١٩ ، راجع! الصفحة : ٣٢٦ و ٣٢٧ من هذا الكتاب.
(٢) لاحظ! وسائل الشيعة : ٨ / ٥١٧ الباب ٢٢ من أبواب صلاة المسافر.
(٣) النساء (٤) : ١٠١.