وسيجيء تمام الكلام إن شاء الله تعالى.
وقد عرفت أيضا أنّه ورد أيضا علّة اخرى منصوصة في بعض الأخبار المعتبرة ، وهي «أنّ بيوتهم ومنازلهم معهم» (١) ، فهي أيضا معتبرة وحجّة ، فلعلّه والمصنّف أيضا أدخلاها في العلّة الاولى وجعلاها أعم ، أو أنّهما لم يعتبرا بالثانية لعدم صحّة سند ما ورد فيه ، ولم يعتبرا اعتباره من موافقته لفتوى الأصحاب ، وغيره من الأخبار الاخر ، مع أنّه ذكر في أوّل «الكافي» ما ذكر.
مع أنّ سند إحدى الروايتين علي بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إسحاق بن عمّار ، وعلي ومحمّد ثقتان ، ويونس ثقة وممّن أجمعت العصابة (٢). وقدح بعض القمّيين في مثل هذا السند لا عبرة به على المشهور والحقّ (٣).
مع أنّ إسحاق بن عمّار مشترك بين الثقة الجليل الإمامي والفطحي ، ولا يبعد أنّ المطلق منصرف إلى الجليل ، فتأمّل!
وسند الاخرى أيضا صحيح إلى سليمان بن جعفر الجعفري ، وهو في غاية الوثاقة والجلالة ، فلعلّه لا يضرّ إرساله ، فتأمّل!
مع أنّ نفس تلك العلّة في غاية المتانة والوضوح ، بل الظاهر أنّهم ليسوا بمسافرين ، بل في بيوتهم حاضرين ، لأنّه بيتهم دائما ومنزلهم من يوم تولّدهم إلى أن يموتوا ، فلو كان يجب عليهم القصر فيها فمن أوّل عمرهم إلى آخره ، فيحتمل أيضا أن يكون عدم تعرّضهما من جهة كونهم داخلين في الحاضرين ، فتأمّل!
__________________
(١) وسائل الشيعة : ٨ / ٤٨٥ الحديث ١١٢٣٧ و ٤٨٦ الحديث ١١٢٣٨.
(٢) رجال الكشّي : ٢ / ٨٣٠ الرقم ١٠٥٠.
(٣) نقله الشيخ في الفهرست : ١٨١ الرقم ٧٨٩.