قال الله (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ) (١).
قال وهب : إن [.........] (٢) إلا وقد كان يسبح لله ثلاثمائة سنة.
وروى عبد الله بن [...........] (٣) عن المقداد بن معد يكرب قال : إن التراب يسبح ما لم يبتل فإذا ابتل ترك التسبيح ، وإن الجوزة لتسبح ما لم ترفع من موضعها ، فإذا رفعت ترك التسبيح ، وإن الورق يسبح مادام على الشجرة ، فإذا سقط ترك التسبيح وإن الماء ليسبح مادام ماءا فإذا [تغير] ترك التسبيح ، وإن الثوب يسبح مادام جديدا فإذا وسخ ترك التسبيح ، وإن الوحش إذا صاحت سبحت فإذا سكتت تركت التسبيح ، وإن الثوب [الخلق] لينادى في أول النهار : اللهمّ اغفر لمن [.......] (٤).
وروى أبو عتبة عن ثابت البنائي عن أنس بن مالك قال : كنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأخذ كفا من حصى فسبحن في يد رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتّى سمعنا التسبيح ، ثمّ صبّهن في يد أبي بكر حتّى سمعنا التسبيح ثمّ صبهن في عمر حتّى سمعنا التسبيح ، ثمّ صبّهن في يد عثمان حتّى سمعنا التسبيح ، ثم صبّهن في أيدينا فما سبحت في أيدينا.
وعن جعفر بن محمّد عن أبيه قال : «مرض النبي صلىاللهعليهوسلم فأتاه جبرئيل بطبق فيها رمان وعنب فتناول النبي صلىاللهعليهوسلم فسبح ، ثمّ دخل الحسن والحسين فتناولا فسبح العنب والرمان ، ثمّ دخل عليّ فتناول منه فسبح أيضا ، ثمّ دخل رجل من أصحابه فتناول فلم يسبح ، فقال جبرئيل : إنما يأكل هذا نبي أو وصي أو ولد نبي» [٣٤] (٥).
(وَلكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ) يعني لا تعلمون تسبيح ما عدا من تسبيح بلغاتكم وألسنتكم (إِنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً وَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) يا محمّد [على] المشركين (جَعَلْنا بَيْنَكَ) بينهم حجابا يحجب قلوبهم عن فهمه والانتفاع به.
قتادة : هو حجاب مستور ، والمستور يعني الساتر كقوله (إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) الآية مفعول بمعنى فاعل.
وقيل : معناه (مَسْتُوراً) عن أعين الناس فلا يرونه. وفسّره بعض المفسرين : بالكتاب عن الأعين الظاهرة [فلا يرونه ولا يخلصون] إلى أدلته.
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) كلمة غير مقروءة.
(٣) كلمة غير مقروءة.
(٤) كلمة غير مقروءة.
(٥) مناقب آل أبي طالب : ٣ / ١٦٠ ، والشفا للقاضي عياض مختصرا : ١ / ٣٠٧.