خاتم الانبياء فقد قام بتعريفه ، وبيان مناقبه منذ ان صدع بالرسالة إلى ان التحق بالرفيق الاعلى ولقد جاء صاحب الرسالة صلى الله عليه وآله بكلم جامعة في حقه عليه السلام لا يقدر عليها الا هو صلى الله عليه وآله وهذه الكلم حفظها الصحابة والتابعون واخذ عنهم المتأخرون واودعها اصحاب الصحاح والسنن والمسانيد في صحاحهم وسننهم ومسانيدهم ويقف عليها كل من سبر هذه الكتب.
المناقب في المكتبات الاسلامية
ولاجل ذلك قد قام لفيف من علماء الفريقين منذ العصور الاولى بتدوين مناقب اهل البيت عامة ومناقب الامام امير المؤمنين خاصة ، ومن سبر المعاجم وكتب التراجم يقف على ان موضوع مناقب اهل البيت وفضائلهم ، من المواضيع المهمة التي شغلت بال المفسرين اولا ، والمحدثين ثانيا ، والمؤلفين ثالثا في الاقطار الاسلامية ، باللغات المختلفة وانه كان موضع اهتمام العلماء منذ الصدر الاول وفي القرون التالية إلى القرن الحاضر ولو جمعت تلك الكتب المطبوعة وصورة المخطوطة منها الموجودة في المكتبات ، لشكلت مكتبة كبرى واسعة.
ولئن قام احد المتتبعين بتدوين اسمائها واسماء مؤلفيها ، لجاءت المذكرات بصورة رسالة كبيرة.
ومن حسن الحظ أن قام احد المحققين في هذا الموضوع فالف رسالة كبيرة في خصوص ما الف في مناقب وفضائل آل البيت باللغة العربية واسماها ب «اهل البيت في المكتبة العربية».
العمدة لابن البطريق
لقد قامت الامامية بتدوين مناقب اهل البيت من اقدم العصور إلى زماننا هذا فالفوا في هذا المضمار كتبا حافلة ورسائل ذات اهمية بصور متنوعة.
ومن احسن ما الف في هذا الباب في أخريات القرن السادس ، هو كتاب «العمدة» لمحدث عصره ، وعلامة زمانه ، الحافظ : يحيى بن الحسن بن البطريق الاسدي الحلي (٥٣٣ ـ ٦٠٠) فقام بتدوين الفضائل والمناقب لوصي المختار ، بصورة بديعة لم يسبقه إليها احد من اصحابنا الامامية حتى شيخه العلامة الحافظ :