الاجتهاد والأخبار وغيرها .
فمن جهات أربع
حصل المانع من العلم ، وحصل الاختلاف الموجب للعلاج ، بل كلّ جهة من تلك الجهات حصل فيها
اختلالات كثيرة محتاجة إلى العلاج ، وكلّ ذلك بديهي مشاهد ، فأين
حال الرواة عنهم من حالنا؟ والشرائط ليست إلّا نفس تلك العلاجات بالبديهة.
وأمّا الراوي
عن الراوي ، فإن كان حاله حاله فلا كلام ، وإن كان حالهم حالنا ، فلا شكّ في أنّهم
كانوا يعرفون العلاج ، والعلاج منحصر فيما ذكروه بالبديهة ، مع أنّ الانحصار
بالنسبة إلينا بما لا يمكن التأمّل فيه ، ولذلك حكم الفقهاء بكون الاحتياج إلى
الاصول ضروريّا ، وصرّحوا بذلك ، وأثبتناه في الرسالة وغيرها مشروحا.
هذا ؛ وهم في
الفقاهة يقلّدون الفقهاء من حيث لا يشعرون بالبديهة والوجدان ، يفتون للعوام في مقام
تقليدهم مع تصريحهم بحرمة الاجتهاد والتقليد ، ومن لطف الله على العباد أنّه سلّط
على هؤلاء عدم الشعور بأنّهم يقلّدون الفقهاء ، وإلّا لكان الدين يضمحلّ بالمرّة
لو كان بناؤهم على شبهاتهم المخالفة للبديهة ، كما لا يخفى على من له أدنى فطنة.
نعم ؛ ربّما
يتفطّنون فيصدر منهم مخالف العقل والنقل الضروري واليقيني.
__________________