(وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) : ثم أهوى النبي صلىاللهعليهوسلم بيده إلى قذاة من الأرض فأخذها وقال : «كان ذكره مثل هذه القذاة» [٥٣] (١).
وقال المبرد : الحصور الذي لا يدخل في اللعب والعبث والأباطيل ، وأصله من قول العرب الذي لا يدخل في الميسر حصور. قال الأخطل :
وشارب مربح بالكأس نادمني |
|
لا بالحصور ولا فيها بسوار (٢) |
فلما نادت الملائكة زكريا بالبشارة (قالَ رَبِ) : يا سيدي قاله لجبرائيل عليهالسلام ، وهذا هو قول الكلبي وأكثر المفسرين.
وقال الحسن بن الفضل : إنّما قال زكريا لله يا رب لا لجبرائيل.
(أَنَّى يَكُونُ) : من أين يكون ، (لِي غُلامٌ) : ابن. (وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ) : قال أبو حمزة والفرّاء والمورّخ بن المفضّل : هذا من المقلوب : أي قد بلغت الكبر كما يقال : بلغني الجهد : أي إني في جهد ، ويقول هذا القول لا يقطعني أي لا يبلغ [بي] ما أريد [أن] يقطعه ، وأنشد المفضل :
كانت فريضة ما زعمت |
|
كما كانت الزناء فريضة الرجم (٣) |
وقيل معناه : وقد نالني الكبر وأدركني وأخذ مني وأضعفني.
قال الكلبي : كان يوم بشر بالولد ابن اثنين وتسعين سنة ، وقيل : ابن تسع وتسعون سنة (٤) ، فذلك قوله : (وَامْرَأَتِي عاقِرٌ) : أي عقيم لا تلد ، يقال : رجل عاقر وامرأة عاقر ، وقد عقر بضم القاف ، يعقر عقرا وعقارة ، وقيل : تكلم حتى أعقر بكسر القاف يعقر عقرا إذا أبقى فلم يقدر على الكلام.
وقال عامر بن الطفيل :
ولبئس الفتى إن كنت أعور عاقرا |
|
جبانا فما عذري لدى كل محضر (٥) |
وإنما حذف الهاء ؛ لاختصاص الإناث بهذه ، وقال به تارة الخليل (٦).
__________________
(١) كنز العمّال : ١١ / ٥٢٠ ، ح ٣٢٤٢٨ ، مجمع الزوائد : ٨ / ٢٠٩.
(٢) لسان العرب : ٤ / ١٩٤.
(٣) تفسير الطبري : ٢ / ١١١ ، وزاد المسير : ٥ / ٢٤ ، ولسان العرب : ١٤ / ٣٥٩ ، والبيت للجعدي وفيه : ما تقول كما.
(٤) وقيل : ثمان وتسعون راجع تفسير البغوي : ١ / ٢٩٩ ، وقيل غير ذلك راجع زاد المسير : ١ / ٣٢٨.
(٥) فتح الباري : ٦ / ٣٣٧.
(٦) عبارة غير مقروءة والظاهر ما ذكرناه.