عن يسار بن سعد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «مانع الزكاة يوم القيامة في النار» (١) [٢٠٣].
هشام بن عروة عن أبيه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تخالط الصدقة مالا إلّا أهلكته» (٢) [٢٠٤].
عن عكرمة عن جبير بن مهاجر عن أبي بريدة عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما حبس قوم الزكاة إلّا حبس الله عنهم القطر» (٣) [٢٠٥].
وعن الحسن البصري قال : كان أعرابي صاحب ماشية ، وكان قليل الصدقة فتصدق بعريض من غنمه ، فرأى فيما يرى النائم كأنما وثبت عليه غنمه كلها فجعل العريض يحامي عنه ، فلما انتبه قال : والله لئن استطعت لأجعلن أتباعك كثيرا. قال : وكان بعد ذلك يقسم.
قال الثعلبي : أنشدنا أبو القاسم الحسين بن محمد قال : أنشدنا أبو بكر محمد بن عبد الله قال : أنشدنا العلائي قال : أنشدني المهدي بن سابق :
يا مانع المال كم تضمن به |
|
أ تطمع بالله في الخلود معه |
هل حمل المال ميت معه |
|
أما تراه لغيره جمعه (٤) |
ابن سعيد عن ابن عباس : أن هذه الآية نزلت في أحبار اليهود الذين كتموا صفة محمد صلىاللهعليهوسلم ونبوته ، وأراد بالبخل كتمان العلم الذي أتاهم الله ، يدل عليه قوله تعالى في سورة النساء : (الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (٥) الآية ، ومعنى قوله : (سَيُطَوَّقُونَ ما بَخِلُوا بِهِ) أي يحملون وزره وإثمه كقوله تعالى : (يَحْمِلُونَ أَوْزارَهُمْ عَلى ظُهُورِهِمْ) (٦) ، (وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) يعني أنه الباقي الدائم بعد فناء خلقه وزوال أملاكهم فيموتون ويرثهم ، نظيره قوله : (إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْها) (٧).
(وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو : بالياء ، الباقون : بالتاء.
(لَقَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِياءُ).
__________________
(١) المعجم الصغير : ٢ / ٥٨ ، مجمع الزوائد : ٣ / ٦٤ ، كنز العمال : ٦ / ٣٠٦.
(٢) كتاب المسند للشافعي : ٩٩ ، السنن الكبرى : ٤ / ١٥٩.
(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٠ / ٢٠٨ ، السنن الكبرى : ٩ / ٢٣١ ، (ولا منع) بدل (ما حبس)
(٤) روضة الواعظين : ٣٨٥ ، نهج السعادة : ٨ / ٢٤٦.
(٥) سورة النساء : ٣٧.
(٦) سورة الأنعام : ٣١.
(٧) سورة مريم : ٤٠.