بغسل [له يغسل] (١) رأسه ، وتناول خرقة فشدّ (٢) بها شعره. ثمّ قام فنادى في أصحابه ، فقاموا متكالبين.
فقال [لعليّ ـ عليه السّلام ـ ؛] (٣) ابن (٤) عمّه : (٥) أخرج في آثار القوم ـ وكان قد أتوا لمساعدة بني قريظة والنّضير ـ فانظروا (٦) ماذا يصنعون وماذا يريدون. فإن كان قد أجنبوا الخيل وساقوا الإبل ، فإنّهم يريدون مكّة. وإن كانوا ركبوا الخيل وساقوا الإبل ، (٧) فإنّهم يريدون المدينة. فو الّذي نفسي بيده ، لئن أرادوها لأسيرنّ إليهم ولأناجزنّهم.
فقال عليّ ـ عليه السّلام ـ : فخرجت في آثارهم لأنظر ماذا يصنعون ، فإذا (٨) هم قد أجنبوا الخيل وامتعوا الإبل. فعلمت أنّهم يريدون مكّة ، فأسرعت أبشّر النّبيّ ـ عليه السّلام ـ والمسلمين ، وصحت : انصرفوا إلى مكّة.
فأنزل الله على نبيّه ـ عليه السّلام ـ : [ألن يكفيكم أن يمدّكم ربّكم بثلاثة آلاف ، من الملائكة ، منزلين؟ بلى ، إن تصبروا وتتّقوا ، ويأتوكم من فورهم هذا ، يمددكم ربّكم بخمسة آلاف من الملائكة مسوّمين] ؛ (٩) أي : معلّمين أنفسهم ودوابّهم.
__________________
(١) ب : ليغسل.
(٢) ب ، ج : وشدّ.
(٣) ليس في ب.
(٤) ب : لابن.
(٥) ب زيادة : عليّ ـ عليه السّلام.
(٦) ب : فانظر.
(٧) ب : إبلهم.
(٨) ب : وإذا.
(٩) آل عمران (٣) / ١٢٤ ـ ١٢٥.