بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ [وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ) (٥)] (١).
[قال مجاهد وعطاء : من يكفر] (٢) بالله ورسوله وما جاء به ، فلا يستحقّ ثوابا بل عقابا. لأنّه أحبط عمله بالكفر الّذي قدّمه ، واعتقد صحّته (٣).
قوله ـ تعالى ـ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ، فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ) ؛ كقوله ـ تعالى ـ : (وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ) (٤) ؛ أي : معها. وكقوله : (مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ) (٥) ؛ أي : مع الله.
(وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ) : وهما النّاتئان في وسط القدم.
ولو (٦) أراد غسل الظّنابيب (٧) الأربع ؛ كما قالوا ، وعطفوها على الغسل ، لكان يقول : إلى الكعاب. لأنّ في كلّ رجل كعبين ، على قولهم. وإنّما الله ـ تعالى ـ عطف مغسولا على مغسول ، وممسوحا على ممسوح. روى ذلك ابن عبّاس رحمه الله (٨) ، وهو مذهب أهل البيت ـ عليهم السّلام ـ.
وقال أصحابنا : من (٩) غسل مرّة واحدة ، فقد امتثل الأمر (١٠).
__________________
(١) مجمع البيان ٣ / ٢٥١.
(٢) ليس في ج.
(٣) مجمع البيان ٣ / ٢٥٢.
(٤) النّساء (٤) / ٢.
(٥) آل عمران (٣) / ٥٢.
(٦) ج : فلو.
(٧) الظنبوب : حرف الساق اليابس من قدم. لسان العرب ١ / ٥٧٢ مادّة «ظنب».
(٨) تفسير الطبري ٦ / ٨٢.
(٩) أ : لمن.
(١٠) تفسير أبي الفتوح ٤ / ١٢٥.