والنَّوَى : مَخْفَضُ الجارِيةِ وهو الذي يَبْقَى مِن بَظْرِها إذا قُطِعَ المُتْكُ. وقالت أعْرابيَّةٌ : ما تَرَكَ النَّخْجُ لنا مِن نَوًى.
وقال ابنُ سِيدَه : النَّوَى ما يَبْقَى مِن المَخْفض بَعْدَ الخِتانِ ، وهو البَظْرُ.
ونَوى : ة بالشَّامِ ؛ وقالَ ياقوتُ : بُلَيدَةٌ بحَوْرانَ ، مِن أَعْمالِها ، وقيلَ : هي قصبَتُها ، بَيْنها وبينَ دِمَشْق يَوْمانِ (١) ، وهي مَنْزلُ أَيّوب ، عليهالسلام ، وبها قَبْرُ سامِ ابنِ نُوحَ فيمَا زَعَمُوا ، انتَهَى ؛ وتُكْتَبُ بالياءِ ، ومنهم مَنْ يَكْتبُها بالألِفِ ، والنِّسْبَةُ إليها نَواوِيٌّ ونَوائيٌّ ونَووِيٌّ ، ومنها في المُتَأَخِّرين : شيخُ الإسلام أُستاذُ المُتأَخِّرين حجَّةُ الله على اللَّاحِقِين أَبو زَكَريَّا يَحْيَى بنُ شَرَفِ بنِ مرا بنِ جمعةَ بنِ حزامٍ النَّوَوِيُّ الأصْلِ الدِّمَشْقيُّ الشافِعِيُّ قَدَّسَ الله سرَّه ورُوحَهُ وأَوصلَ إلينا برَّهُ وفُتوحَه ، تَرْجَمه الحافِظُ الذهبي في تارِيخِه ، والتاجُ السَّبْكي في طَبقاتِه الكُبْرى والوُسْطَى إلى أَنْ قالَ في آخرِ كَلامِه : فكانَ قطبَ زَمانِهِ وسَيِّدَ أَوانِه وسرَّ الله بينَ خلقه والتَّطويلُ بذِكْرِ كَرامَاتهِ تَطْويلٌ في مَشْهورٍ وإسْهابٌ في مَعْروفٍ ، قالَ : وما زالَ الوَالِدُ كثيرُ الأدَبِ معه والمَحَبّة له والاعْتِقاد فيه.
قُلْتُ : ونسبَ إلى والدِه قوله :
وفي دارِ الحديثِ لَطِيفُ مَعْنى |
|
أَطُوفُ في جوانِبِه وآوِي |
لعلِّي أَن أمس بحرِّ وَجْهِي |
|
مَكاناً مَسَّه قَدَمُ النَّواوِي |
وقد أَلَّفَ كلٌّ مِن الحافِظَيْن السَّخاوِي والسَّيوطي في تَرْجمتِه مجلداً ، تُوفي لَيْلة الأرْبعاء ١٤ رجب سَنَة ٢٧٦ ، بقَرْيتِه وبها دُفِنَ. قال التاجُ السَّبكي : وقد سافَرْتُ إليها وزرْتُ قَبْرَه الشَّريف وتَبَرَّكْت به.
ونَوى أَيْضاً ؛ ة بسَمَرْقَنْدَ على ثلاثَةِ فَراسِخَ منها ، نُسِبَ إليها أَبو الحُسَيْن سعيدُ بنُ عبدِ الله النّوانيُّ حدَّثَ عن أبي العبَّاس أَحمدَ بنِ عليٍّ البَرْدعيّ (٢) ، وعنه أَبو الخَيْر نعمةُ الله بنُ هبَةِ الله الجاسِمِيُّ الفَقِيهُ.
وأَنْوى الرَّجُلُ : تَباعَدَ ، أو إذا كَثُرَتْ أَسْفارُه.
وأَنْوى حاجَتْه : قَضَاها له.
وأَنْوَتِ البُسْرةُ : عَقَدَتْ نَواها ، كنَوَّتْ تَنْوِيةً فيهما ، أي في البُسْرةِ وقَضاءِ الحاجَةِ ؛ كلُّ ذلكَ عن ابنِ الأعْرابي.
والنَّواةُ مِن العَدَدِ : عِشْرُونَ أَو عَشَرةٌ وقيلَ : هي الأُوقِيَّةُ من الذَّهَبِ أَو أَرْبَعَةُ دَنانِيرَ ، أَو ما زِنَتُه خمسةُ دَراهِمَ ، وعلى هذا القولِ الأخيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهرِي ، وهو قولُ أَبي عُبيدٍ ، وبه فُسّر حديثُ عبدِ الرحمنِ بنِ عَوْفٍ : «تَزَوَّجْتُ امْرأةً مِن الأنْصارِ على نَواةٍ مِن ذَهَبٍ» ، قالَ أَبو عبيدٍ : أَي خَمْسَة دَراهِمَ ؛ قالَ : وبعضُ الناسِ يَحْمِلُه على مَعْنى قَدْر نَواةٍ من ذَهَبٍ كانتْ قِيمَتُها خَمْسَة دَراهِمَ ولم يكُنْ ثَمَّ ذَهَب ، إنَّما هِي خَمْسَةُ دَراهِمَ سُمِّيَت نَواة كما تُسَمَّى الأرْبَعُون أُوْقِيَّةً والعِشْرُون نَشَّاً.
قالَ الأزْهري : ونَصّ حديثِ ابنِ عَوْفِ يدلُّ على أنَّه تزوَّجَ امرأَةً على ذَهَبٍ قيمتُه خَمْسةُ دَراهِمَ ، أَلا تَراهُ قال : على نَواةٍ مِن ذَهَب؟ رَواهُ جماعَةٌ عن حُميدِ عن أَنَس ، ولا أَدْرِي لمَ أَنْكَرَه أَبو عبيدٍ.
قال المبرِّدُ : العَرَبُ تريدُ بالنَّواةِ خَمْسةَ دَراهِمَ ، قالَ : وأَصْحابُ الحديثِ على نَواةٍ مِن ذَهَبٍ قِيمَتها خَمْسَة دَراهِمَ ، قالَ : وهو خَطَأٌ وغَلَطٌ.
أَو ثلاثَةُ دَراهِمَ ، أَو ثلاثَةٌ ونِصْفٌ ؛ وقالَ إسْحق : قُلْتُ لأحمدَ بنِ حَنْبل : كَمْ وَزْن نَواةٍ مِن ذَهَبٍ؟ قالَ : ثلاثَةُ دَراهِمَ وثُلُث (٣).
وبَنُو نَوًى : قَبيلَةٌ مِن العَرَبِ ، وهُم بَنُو نَوى بنِ مالِكٍ ؛ نقلَهُ الصَّاغاني.
ونَاوُ : قَلْعَةٌ ، والنِّسْبَةُ إليها النَّاوِيُّ.
والنَّنيُّ (٤) ، بالفتح : الشَّحْمُ ، وأَصْلُه ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهري لأبي ذؤَيْبٍ :
__________________
(١) في ياقوت : منزلان.
(٢) في ياقوت : البرذعي.
(٣) في التهذيب : ثلاثة دراهم.
(٤) في القاموس : «والنَّيُّ» كالصحاح والتهذيب [واللسان].