الصَّوْت قولُ الراجِز (١) :
ألا إنَّما العُكْلِيُّ كلْبٌ فقُل لهُ |
|
إذا ما اعْتَوَى اخْسَأْ وأَلْقِ له العَرْقَا |
وعَوَى الرَّجُلُ : بَلَغَ ثَلاثِينَ سَنَةً فقَوِيَتْ يَدُه فَعَوَى يَدَ غَيرِهِ أَي لَوَاها لَيًّا شَدِيداً ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
وعَوَى البُرَةَ ، أَي بُرَةُ الناقَةِ ، وكذا عَوَى القَوْسَ : أَي عَطَفَها كعَوَّاها تَعْوِيَةً فانْعَوَى : انْعَطَفَ.
وعَوَّى (٢) عن الرَّجلِ : كَذَّبَ وَرَدَّ.
وفي المُحْكم : عَوَّى عن الرَّجُلِ : كَذَّبَ عنه ورَدَّه ؛ وضَبَطَه بالتَّشْديدِ في عَوَّى وفي كَذَّبَ ؛ ومِثْلُه في الصِّحاح قالَ : عَوَّيْت عن الرَّجلِ إذا كَذَّبْت عنه وَرَدَدْتُ على مُغْتَابِه.
وفي الأَساس : ومِن المُسْتعارِ : عَوَّيْت عن الرَّجُل : إذا اغْتِيبَ فرَدَدْتُ عنه عُواءَ المُغْتابِ ؛ فهذه كُلُّها نُصوصٌ في التَّشْديدِ فليُنْظَر ذلكَ.
وعَوَى القَوْمَ إلى الفِتْنَةِ : إذا دَعا هُم.
والعَوَّاءُ ، ككَتَّانٍ ويُقْصَرُ : الكَلْبُ يَعْوِي كَثِيراً ؛ ومنه قولُهم في الدُّعاءِ : عليه العَفاءُ والكَلْبُ العَوَّاءُ ؛ ولم يَذْكُر الجوهرِي فيه إلَّا المدَّ وهو الصَّوابُ.
وإنَّما ذُكِرَ المَدُّ والقَصْرُ في مَعْنى الإسْت وهي سافِلَةُ الإنْسانِ ، والمَدّ فيه أَكْثَر كما قالَهُ الأزهرِي ؛ وهو أَيْضاً مَفْهومُ عِبارَةِ الجوْهرِي.
وقالَ شيْخنا : ظاهِرُه أنَّ المدَّ هو الأفْصَح الأرْجَح ، والقَصْر مَرْجُوحٌ غَيْر فصِيحٍ ، والصَّوابُ عكْسُه ، فإنَّ أَبا عليِّ الفارِسِيّ أَنْكَر المَدَّ بالكليَّةِ وقالَ : لو مُدَّتْ لقيلَ العَياء كما قيلَ فيه من العلوا العَلْياء لأنَّها ليسَتْ بصِيغَةٍ وإنَّما هي (٣) مَقْصورَةٌ. وقالَ القالِي : من مَدّها فهي عنْدَه فَعَّال مِن عَوَيْت الشَّيءَ إذا لَوَيْت طَرَفَهُ ، انتَهَى.* قُلْت : الظَّاهِرُ مِن عَوَى يَعْوِي إذا صاحَ ؛ وشاهِدُ القَصْر :
فهَلَّا شَدَدْتَ العَقْدَ أو بِتَّ طاوِياً |
|
ولم تفرج العَوّا كما يفرج القتْبُ (٤) |
كالعُوَّةِ ، بالضَّمِّ والفَتْح ، في مَعْنى الدُّبُر ، الفَتْح عن اللَّيْث ؛ والضَّم عن ابنِ دُرَيْدٍ ؛ ويُجْمَعُ المَفْتوحُ على عَوِّ وعَوّاتٍ ؛ قال الشَّاعرُ :
قِياماً يُوارُونَ عَوَّاتِهِمْ |
|
بشَتْمِي وعَوَّاتُهُم أَظْهَر (٥) |
وفي ياقوتة الوقت : العوُّ : الاسْتاهُ ؛ عن ابنِ الأعْرابي.
ومِن المجاز : العَوَّاءُ ، بالمدِّ والقَصْر : مَنْزِلٌ للقَمَرِ ، والقَصْرُ أَكْثَر وأَلِفُها للتَّأْنِيثِ كحُبْلَى ، وعَيْنُها ولامُها واوَانِ وهي مُؤَنَّثَة ؛ وهي خَمْسَةُ كواكِبَ يقالُ : إنَّها وركُ الأَسَدِ ؛ كما في الصِّحاح. أَو أَرْبعةٌ كأَنَّها كِتابَةُ أَلِفٍ وتُعْرَفُ أَيْضاً بعُرْقُوبِ الأَسَدِ.
وفي الأساسِ : سُمِّي به لأنَّه يَطْلعُ في ذَنَبِ البَرْدِ ، فكأَنَّه ي عْوِي في أثرِه يَطْرِدُ ؛ ولذلكَ يسمُّونَه : طارِدَةُ البَرْدِ.
والعَوّاءُ : النَّابُ مِن الإِبِلِ ؛ عن أبي عَمْرٍو.
ومِن المجازِ : اسْتَعْوَاهُم : إذا اسْتَغاثَ بهم.
وفي الصِّحاح : نَعَقَ بهم إلى الفِتْنةِ.
قالَ الزَّمَخْشري : أَي طَلَبَهُم أَنْ يَعْووا وَراءَهُ.
والمُعاوِيَةُ : الكَلْبَةُ (٦) المُسْتَحْرِمَةُ التي تَعْوِي إلى الكِلابِ إذا صَرَفَتْ ويَعْوينَ إليها ؛ قالَهُ الليْثُ.
وفي الأساسِ : التي تَسْتَحرِمُ فتُعاوِي الكِلابَ ، وقالَ شريكُ بنُ الأعْور : إنك (٧) لمُعاوِيَةُ وما مُعاوِيَةُ إلَّا كَلْبةٌ
__________________
(١) في اللسان : قال جرير.
(٢) سياق القاموس يقتضي التخفيف ، والمثبت بالتشديد موافقاً للتهذيب واللسان ، وما سيأتي.
(٣) الذي في المقاييس ٤ / ١٧٨ «العوّاء» بالمد ، وفي المجمل بالقصر ، وقال فيه : لا أعلمها إلا مقصورة!
(٤) اللسان وفيه :
ولم يفرح العوّا كما يفرح القتب
وفي المقاييس ٤ / ١٧٩ : «كما تفرج القلب» والمثبت كالتهذيب.
(٥) اللسان والتهذيب والمقاييس ٤ / ١٧٩.
(٦) على هامش القاموس عن نسخة : المُستَحْرِمةُ.
(٧) لفظة : «إنك» سقطت من الأصل واستدركت عن الأساس.