وفي المِصْباحِ : إنَّ الضمَّ لُغَةُ قَيْسٍ وتمِيمٍ.
وفي التَّهْذِيبِ : القرَّاءُ كُلُّهم قَرَأُوا الرِّضْوان (١) ، بالكَسْر إلَّا ما رُوِي عن عاصِمٍ أنَّه قَرَأَ بالضمِّ.
وقالَ الراغبُ : ولمَّا كانَ أَعْظَم الرِّضا رِضا اللهِ تعالى خُصَّ بلَفْظِ الرِّضْوان في القُرْآن بما كانَ مِن اللهِ تعالى.
ومَرْضاةً ، أَصْلُه مرضوة ؛ كلُّ ذلكَ ضِدُّ سَخِطَ.
قالَ الجوهريُّ : وإنَّما قالوا رَضِيتُ عنه رِضًا ، وإن كانَ مِن الواوِ ، كما قالوا شَبعَ شِبَعَاً ، وقالوا رَضِيَ لمَكانِ الكَسْر وحَقُّه رَضُوَ ، ا ه.
وفي المُحْكَم : قالَ سِيْبَوَيْه : وقالوا رَضْيُوا أَسْكن العينَ ، ولو كَسَرَها لحذفَ لأنَّه لا يَلْتَقي ساكِنان حيثُ كانتْ لا تدْخلُها الضمَّة وقَبْلها كَسْر ، وراعَوْا كسْرَةَ الضادِ في الأصْلِ فلذلكَ أَقَرّوها ياءً ، وهي مع ذلكَ كُلّه نادِرَةٌ.
فهو راضٍ مِن قوْمَ رُضاةٍ ، كقُضاةٍ ، ورَضِيّ ، كغَنِيِّ ، من قوْم أَرْضِياءَ ورُضاةٍ ، هذه عن اللَّحيانيِّ وهي نادِرَةٌ ، أَعْنِي تَكْسِير رَضِيِّ على رُضاةٍ.
قالَ ابنُ سِيدَه : وعنْدِي أنَّه جَمْعُ راضٍ لا غيْر.
ورَضٍ مِن قَوْمٍ رَضِينَ ؛ عن اللّحْيانيّ.
وأَرْضاهُ : أَعطاهُ ما يُرْضِيهِ ؛ ومنه قوْلُه تعالى : (يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ) (٢).
واسْتَرضاهُ وتَرضَّاهُ : طَلَبَ رِضاهُ بحمدٍ ؛ وقيلَ : تَرضَّاهُ أَرْضاهُ بَعْدَ جهدٍ؟ قالَ الشَّاعِرُ :
إذا العَجوزُ غَضِبَتْ فطَلِّقِ |
|
ولا تَرَضَّاها ولا تَمَلَّقِ |
أَثْبَتَ الألِفَ في ترضَّاها لئَلَّا يَلْحَقَ الجُزْءَ خَبْنٌ.
ورَضِيتُهُ ، أَي الشَّيءَ ، ورَضِيتُ به رِضًا : اخْتَرْته.
ورَضِيهُ لهذا الأَمْرِ : رآهُ أَهْلاً له ، فهو مَرْضُيٌّ ، بضمِّ الضَّادِ وتَشْديد الياءِ ؛ هكذا في النُّسخ والصَّوابُ مَرْضُوٌّ ، كما في الصِّحاحِ والمُحْكَم والتَّهْذِيبِ والمِصْباحِ ؛ ومَرْضِيٌّ ، كمَرْمِيِّ وهو أَكْثَر مِن مَرْضُوِّ.
قالَ الجَوهرِيُّ. وقد قالوا مَرْضُوٌّ فجَاؤُوا به على الأصْل.
وارْتَضاهُ لصُحْبَتِهِ وخِدْمَتِهِ : اخْتارَهُ ورآهُ أَهْلاً.
وتراضَياهُ : وَقَعَ به التَّراضِي.
وفي الأساسِ : وتَراضَياهُ ووَقَعُ به التَّراضِي ، بزِيادَةِ الواوِ وهو تَفاعلٌ مِن الرِّضا ؛ ومنه الحدِيثُ : «إنَّما البَيْعُ عن تَراضٍ».
وقوْلُه تعالى : (إِذا تَراضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ) (٣) ، أَي أَظْهَرَ كلُّ واحِدٍ منهم الرِّضا بصاحِبِه ورَضِيةُ.
واسْتَرْضاهُ : طَلَبَ إليه أَنْ يُرْضِيَهُ ؛ نقلَهُ الزمَخْشريُّ.
وما فَعَلْتُه إلّا عن رِضْوَته ، بالكسْرِ : أَي رِضاهُ ، نقلَهُ الزَّمخشريُّ.
والرِّضاءُ ، ككِتابٍ : المُراضَاةُ ، مَصْدَرُ رَاضاهُ يُراضِيَهُ ؛ وبالقَصْرِ مَصْدَرٌ مَحْضٌ بمعْنَى المَرْضَاةُ ، وقد تقدَّمَ.
قالَ الجَوهرِيُّ و (٤) سَمِعَ الكِسائِي رِضَوانِ وحِمَوانِ في تَثْنِيَةِ الرِّضا والحِمَى ، قالَ : والوَجْهُ رِضَيانِ وحِمَيانِ ، ومِنَ العَرَبِ مَنْ يقولُهما بالياءِ على الأصْلِ ، والواو أَكْثر.
وقالَ ابنُ سِيدَه : الأوْلى على الأصْلِ والأُخْرى على المُعاقَبَةِ ، وكأنَّ هذا إنَّما ثُنِّي على إرادَةِ الجنْسِ.
وقوْلُه تعالى : ... عِيشَةٍ (راضِيَةٍ) (٥) : أَي مَرْضِيَّةٌ ، كقوْلِهم : هَمٌّ ناصِبٌ ؛ كما في الصِّحاحِ.
وفي المُحْكَم عن سِيْبَوَيْه : هو على النَّسَبِ أَي ذات رِضًا وقالوا : رُضِيَتْ مَعِيشَتُه ، كعُنِيَتْ ، أَي بالبِناءِ للمَفْعولِ ، ولا يقالُ رَضِيَتْ بالفتْحِ كما في الصِّحاحِ.
ورَاضانِي فلانٌ مُراضاةً ورِضاةً فَرَضَوْتُه أَرْضُوه ، بالضمِّ ، غَلَبْتُه فيه ، لأنَّه مِن الواوِ.
__________________
(١) لم ترد لفظة «الرضوان» في القرآن بالألف واللام ، وقد ذكر فيه : رضوانٌ ورضوانِ ورضوانَ ورضواناً.
(٢) سورة التوبة ، الآية ٨.
(٣) سورة البقرة ، الآية ٢٣٢.
(٤) في القاموس : ويُثَنّى : رِضْوَانِ.
(٥) من الآية ٢١ من سورة الحاقة ، ونصها : (فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ).