كذا روَاهُ ربَوْا زِنَةَ غَزَوْا.
وأَنْشَدَ في الكَسْر للسَّمَوألِ :
نُطْفَةً مّا خُلِقْتُ يومَ بُرِيتُ |
|
أَمِرَتْ أَمْرَها وفيها رَبِيتُ (١) |
كَنَّها اللهُ تحتَ سِتْرٍ خَفِيِّ |
|
فتَخَافَيْتُ تَحْتَها فَخَفِيتُ (٢) |
ولكُلِّ من رِزْقِه ما قَضَى اللهُ |
|
وإن حكَّ أَنْفَه المُسْتَمِيتُ (٣) |
ورَبَّيْتُه أَنا تَرْبيةً : أَي غَذَوْتُه.
وقالَ الَّراغبُ : وقيلَ أَصْلُ رَبَّيْت مِن المُضاعَفِ فقُلِبَ تَخْفِيفاً مِثْل تَظَنَّيْتُ ؛ كَتَرَّبْيتُه ؛ قالَ الجوهريُّ : هذا لِكُلِّ ما يَنْمِي كالوَلَدِ الزَّرْعِ ونحوِهِ.
ورَبَّيْتُ عن خُناقِه : نَفَّسْتُ عنه ، وهو مَجازٌ نقلَهُ الزَّمَخْشريُّ.
ومن المجازِ : تقولُ زَنْجَبِيلٌ مُرَبَّى ومُرَبَّبٌ أَيْضاً : أَي مَعْمولٌ بالرُّبِّ.
ومُرَبَّبٌ قد ذَكَرَه في الباءِ أَعادَهُ كأنَّه تبْعاً للجَوهرِيِّ في سِياقِه.
ويقالُ أَيْضاً : رَبَّيْتُ الأُتْرُجَّ بعَسَلٍ والوَرْدَ بسُكَّرٍ.
والرَّبَاءُ ، كسَماءٍ : الطَّوْلُ والمِنَّةُ. يقالُ : لفلانٍ على فلانٍ رَبَاءٌ أَي طَوْلٌ ؛ نقلَهُ الجوهرِيُّ عن ابنِ دُرَيْدٍ. والأُرْبِيَّةُ ، كأُثْفِيَّةٍ : أَصْلُ الفَخِذِ ؛ كما في الصِّحاحِ.
زادَ اللَّحْيانيُّ : ممَّا يلِي البَظْر.
وفي الأساسِ : لَحْمَةٌ (٤) في أَصْلِ الفَخِذِ تَنْعَقِد مِن أَلَمٍ.
وهُما أَرْبِيَّتاتِ ، وأَصْلُه أُرْبُوَّةٌ فاسْتَثْقلُوا التَّشْديدَ على الواوِ ؛ كما في الصِّحاحِ.
أَو ما بينَ أَعْلاهُ وأَسْفَلِ البَطْنِ (٥) ؛ كذا في النسخِ ومِثْلُه في نسخةِ التَّهْذيبِ.
وفي نَصّ اللّحْيانيّ في النوادِرِ أَسْفَل البَظْر ، كما هو نصّ المُحْكَمِ.
ومِن المجازِ : الأُربِيَّةُ أَهْلُ بيْتِ الرَّجُلِ وبَنُو عَمَّه ونَحْوهم ، ولا تكونُ الأَرْبِيَّة مِن غيرِهم. يقالُ : جاءَ فُلانٌ في أُرْبيَّتِه وأُرْبيَّةٍ من قوْمِه.
وفي الأساسِ : وهُم أَهْلُ بيْتِه الأدْنونَ ؛ وقالَ سويدُ بنُ كراعٍ :
وإنِّي وَسْطَ ثَعْلَبَةَ بنِ عمروٍ |
|
بِلا أُرْبِيَّةَ نَبَتَتْ فُروعا (٦) |
قالَ الصَّاغانيُّ : والرِّوايَةُ : إلى أُرْبيَّة ، لا غَيْر.
والرِّبْوَةُ ، بالكسْرِ : عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ ، كالرُّبَةِ بالضَّمِّ ، فيه أَمْران : الأوَّل : إنَّ قَوْله عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ غَلَطٌ ، والصَّوابُ إنَّ الرِّبْوَةَ اسمٌ للجماعَةِ ، وقالَ بعضُهم : هم عَشَرَةُ آلافٍ ، كما هو نَصُّ المُحْكَم فليسَ فيه نَصّ على ذِكْرِ الدِّرْهَم ، ومِثْله في الأساسِ. ومَرَّتْ رِبْوَةٌ مِن الناسِ ، أَي جماعَةُ عَظِيمةٌ كَعَشَرَةِ آلافٍ.
والثَّاني : قَوْله كالرُّبَةِ بِالضمِّ ، يدلُّ على أنَّه بتَخْفِيفِ الموحَّدَةِ ، وأنَّه مِن هذا البابِ وليسَ كَذلكَ ، وإِنَّما هو
__________________
(١) ديوانه ط بيروت ص ٨١ برواية :
نطفة ما منيتُ يوم منيتُ
والمثبت كاللسان.
(٢) في الديوان :
كنها الله في مكان خفي |
|
وخفيّ مكانها لو خفيت |
والمثبت كاللسان وفيه : «فتجافيت» بدل «فتخافيت».
(٣) الديوان وفيه «وإن حزّ» ، وفي الديوان : «بل لكلّ» بدل «ولكلّ» والمثبت كالديوان.
(٤) في الأساس : «لحمتان ... تتعقّدان» من ألم بالرجل.
(٥) على هامش القاموس عن نسخة : «البَظْرِ».
(٦) اللسان والصحاح والمقاييس ٢ / ٤٨٤ وفيها : ثعلبة بن غنم إلى أربية والتكملة ، قال الصاغاني : والرواية : «إلى أربية» لا غير ، ولا يستقيم المعنى.