قالَ شيْخُنا : وأَغْرَبَ الحافِظُ ابنُ حَجَر فقالَ : إنّها بالقَصْرِ وتُكْتَبُ بالألفِ (١).
* قُلْتُ : وشاهِدُ المَمْدودِ قَوْلُ الكُمَيْت :
من رَيْبِ دَهْرٍ أَرى حوادِثَه |
|
تَعْتَزُّ حَلْواءَها شدائِدُها (٢) |
وقالَ ابنُ برِّي : يُحْكَى أنَّ ابنَ شُبْرُمَة عاتَبَه ابْنه على إتْيانِ السُّلْطان فقالَ : يا بُنيّ ، إنَّ أَباكَ أَكَلَ مِن حَلْوائِهم فحطَّ في أَهْوائِهم.
* قُلْتُ : وحَكَى لي بعضُ الشيوخ أنَّه اخْتُلِفَ في مدِّ الحَلْواء وقصْرِها بينَ يَدَي السُّلطان المُجاهِد مُحمد ادرنك زيب خان سُلْطان الهِنْدِ ، رحِمَه الله تعالى ، وكانَ مُحِبّاً للعِلْم والعُلماء فدَارَ الكَلامُ بَيْنهم فأَجْمَع غالِبُهم على المدِّ ، وأَنْكَرُوا القَصْرَ ورَجَّح بعضٌ القَصْر وأَنْكَر المَدَّ ، وجَعَلوا الحُكْم بَيْنهم كتابَ القاموسِ ، فاستدلَّ القائِلُ بالقَصْرِ بقوْلِه «ويقصر» أنه على القَصْر ، وأَكْرَمه السّلْطان.
* قُلْتُ : وليسَ في نصِّ القاموسِ ما يُرَجِّحُ القَصْر على المدِّ بل الذي يَقْتَضِيه سِياقُه أنَّ القَصْر مَرْجوحٌ وهو الصَّحِيح ، ولعلَّه سَقْط حَرْف العَطْف من نسخةِ السُّلْطانِ فتأَمَّل ذلك.
م أَي مَعْروفٌ.
قالَ الجَوهرِيُّ : وهي التي تُؤْكَلُ.
وقالَ ابنُ سِيدَه : ما عُولِجَ مِن الطَّعامِ بِحَلاوَةٍ.
ومِثْلُه في التَّهْذيبِ.
وقيلَ : الحَلْواءُ خاصَّة بما دَخَلَتْه الصَّنْعَة.
قالَ شيْخُنا : وقيلَ الحَلْواءُ التي وَرَدَتْ في الحدِيثِ هي المجيع. والحَلْواءُ : الفَاكِهةُ الحُلْوَةُ.
وفي التهْذِيبِ : وقالَ بعضُهم : يقالُ للفَاكِهَةِ حَلْواءُ.
وناقَةٌ حَلُوَّةٌ ، كعَدُوَّةٍ وغَنِيَّةٍ : تامَّةُ الحَلاوَةِ.
الذي في المحْكَم : وناقَةٌ حَلِيةٌ عَلِيَّة في الحَلاوَةِ ؛ عن اللحْيانيِّ ؛ هذا نَصُّ قَوْله ، وأَصلُها حَلُوَّة.
ويقالُ : فلانٌ ما يُمِرُّ وما يُحلِي : أَي ما يَتَكَلَّمُ بمُرِّ ولا حُلْوٍ ؛ وقيلَ : لا يَفْعَلُ فعْلاً مُرّاً ولا حُلْواً ؛ وكَذلِكَ ما أَمَرَّ وما أَحْلَى ، فإنْ نَفَيْتَ عنه أنْ (٣) يكونَ مُرّاً مَرَّةً وحُلْواً أُخْرَى ، قُلْتَ : ما يَمُرُّ وما (٤) يَحْلُو ؛ وهذا الفَرْقُ عن ابنِ الأعْرابيِّ.
وحَلاهُ الشَّيءَ حُلْواً : أَعْطاهُ إيّاهُ ؛ قالَ أَوسُ بنُ حُجْر :
كأنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ يومَ مَدَحْتُه |
|
صَفا صَخْرَةٍ صَمَّاءَ يَبْسٍ بِلالُها (٥) |
وفي الصِّحاحِ : حَلا فلاناً مالاً يَحْلُوه حَلْواً وحُلواناً ، بالضَّمِّ : إذا وَهَبَ له شيئاً (٦) فعله غَيْر الأُجْرَة ؛ قالَ عَلْقَمة ابنُ عَبَدَة :
ألا رَجلٌ أَحْلُوهُ رَحْلي وناقَتِي |
|
يُبَلِّغُ عنِّي الشِّعْرَ إذا ماتَ قائِلُهْ (٧)؟ |
قالَ ابنُ برِّي : ويُرْوى هذا البَيْتُ لضابِئِ البُرْجُمِي.
وحَلا الرَّجُلَ حَلْواً وحُلواناً : زَوَّجَهُ ابْنَتَهُ أَو أُخْتَهُ أَو امْرأَةً ما بمَهْرٍ مُسَمَّى على أَنْ يَجْعَلَ له من المَهْرِ شيئاً مُسَمَّى ، وكانتِ العَرَبُ تُعَيِّرُ به.
والحُلْوانُ ، بالضَّمِّ : أُجْرَةُ الدَّلَّالِ خاصَّة ؛ عن اللّحيانيّ.
__________________
(١) يقول نصر : إن كتابتها بالألف لنقرأ بالقصر والمد ، وأما كتابتها بالياء ، فتكون قاصرة على القصر ، والأحسن عندي أن كل ما كان فيه القصر والمد يكتب بالألف ولا يهمز. ا ه (هامش القاموس).
(٢) اللسان والصحاح.
(٣) على هامش القاموس عن نسخة : أنه.
(٤) في القاموس : «ولا».
(٥) ديوانه ط بيروت ص ١٠٠ برواية : «حين مدحته» واللسان والمقاييس ٢ / ٩٤ والتهذيب برواية «يوم مدحته».
(٦) كذا ، والصواب : «على فعله» كما يفهم من عبارة الصحاح واللسان.
(٧) اللسان والصحاح ، والتهذيب برواية :
فمن راكبٌ أحلوه رحلاً وناقةً