وتَجازَيْتُ دَيْني على فلانٍ : تَقاضَيْتُه.
والمُتَجازِي : المُتَقاضِي.
واجْتَزاهُ : طَلَبَ منه الجَزاءَ ؛ قالَ :
يَجْزُونَ بالقَرْضِ إذا ما يُجْتَزَى
وجَزَى الشَّيءُ يَجْزِي : كَفَى ؛ ومنه جَزَى عنه هذا الأَمْرُ : أي قَضَى ؛ ومنه قوْلُه تعالى : (لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) (١) ، أَي لا تَقْضِي.
وقالَ أَبو إسْحاق : مَعْناه (لا تَجْزِي) فيه (نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئاً) ، وحذْفُ فيه هنا سائِغٌ لأنَّ في مع الظروفِ مَحْذوفَةٌ.
وفي حدِيثِ صلاةِ الحائِضِ : «فأَمْرَهُنَّ أن يَجْزِينَ» ، أَي يَقْضِينَ.
وفي حدِيثٍ آخَرٍ : «تَجْزِي عنْكَ ولا تَجْزِي عن أَحدٍ بعْدَكَ».
قالَ الأصْمَعيُّ : هو مأْخُوذٌ مِن جَزَى عنِّي هذا الأمرُ يَجْزِي عنِّي ، ولا هَمْز فيه ؛ والمعْنَى لا تَقْضِي عن أَحْدٍ بعْدَكَ ، أَي الجَذَعة.
ويقالُ : جَزَتْ عنك شاةٌ ، أَي قَضَتْ.
وبنُو تمِيمٍ يَقُولونَ : أَجْزَأَتْ عنه بالهَمْزةِ.
وتقولُ : إن وضعْتَ صدقَتَكَ في آلِ فلانٍ جَزَتْ عنْكَ فهي جازِيَةٌ عنْكَ.
وأَجْزَى كذا عن كذا : قامَ مَقامَهُ ولم يَكْفِ ؛ نَقَلَهُ الزجَّاجُ في كتابِ فعلت وأفعلت.
وقالَ ابنُ الأعْرابيِّ : يَجْزِي قَلِيلٌ من كثيرٍ ويَجْزِي هذا من هذا ، أَي كلُّ واحِدٍ منهما يقومُ مَقامَ صاحِبِه.
ويقالُ اللحْمُ السَّمِينُ أَجْزَى مِن المَهْزولِ.
وأَجْزَى عنه مُجْزَى فلانٍ ومُجْزَاتَه ، بضمِّهما وفَتْحِهما ، الأخيرَةُ على توهّم طَرْحِ الزائِدِ ، أَي : أَغْنَى عنه ، لُغَةٌ في الهَمْزَةِ ، وقد تقدَّمَ. والجِزْيَةُ ، بالكسرِ : خَراجُ الأرضِ. ومنه ما يُؤْخَذُ من الذِّمِّيِّ.
قالَ الرّاغبُ : سُمِّيَت بذلِكَ للإجْتِزاءِ بها عن حقنِ دَمِهم.
وقالَ ابنُ الأثيرِ : الجِزْيَةُ عبارَةٌ عن المالِ الذي يَعْقِدُ الكِتابيُّ عليه الذِّمَّة ، وهي فِعْلَةٌ من الجَزاءِ كأَنَّها جَزَتْ عن قَتْلِه ؛ ومنه قوْلُه تعالى : (حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صاغِرُونَ) (٢).
وفي الحديثِ : «ليسَ على مُسْلم جِزْيَة» ، أَرادَ أنَّ الذِّميَّ إذا أَسْلَمَ وقد مَرَّ بعضُ الحَوْلِ لم يُطالَبْ من الجِزْيَةِ بحِصَّةِ ما مَضَى من السَّنَةِ ؛ وقيلَ : أَرادَ أن الذِّمي إذا أَسْلمَ وكان في يدِهِ أرضٌ صُولِحَ عليها بِخَراجٍ يُوضعُ عن رقبته الجِزْيَةَ وعن أرضِهِ الخراجَ ومنه الحديث مَنْ أَخَذَ أرضاً بجِزْيَتِها» ، أَرادَ به الخَراجَ الذي يُؤَدَّى عنها ، كأَنَّه لازمٌ لصاحِبِ الأرْضِ كما تَلْزِم الجِزْيةُ الذِّميَّ.
وفي حدِيثِ عليِّ : «إنَّ دِهْقاناً أَسلم على عهْدِهِ فقال له : إن أَقَمْتَ في أَرْضِك رَفَعْنَا الجِزْيَةَ عن رأْسِكَ وأَخَذْنَاها من أَرْضِكَ ، وإن تَحوَّلْتَ عنها فنحنُ أَحقُّ بها».
ج جِزىَ ، كلِحْيَةٍ ولِحىً ؛ كما في الصِّحاحِ ؛ وجِزْيٌ بكسْرٍ فسكونٍ ، وجِزاءٌ ككِتابٍ.
وقالَ أَبو عليِّ : الجِزَى والجِزْيُ واحِدٌ كالمِعَى والمِعْي لواحِدِ الأَمْعاء ، والإِلَى والإِلْىِ لواحِدِ الآلاءِ ، والواحِدُ جِزاءٌ ؛ قالَ أَبو كبيرٍ :
وإذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلَى |
|
نَذَرُ البِكارَةَ في الجِزاءِ المُضْعَفِ (٣) |
وأَجْزَى السِّكِّينَ : لُغةٌ في أَجْزأَهُ ، أَي جَعَلَ له جُزْأَةً.
قالَ ابنُ سِيدَه : ولا أَدْرِي كيفَ ذلكَ لأنَّ قِياسَ هذا إنَّما هو أجْزَأَ إلَّا أن يكونَ نادِراً.
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ٤٨.
(٢) سورة التوبة ، الآية ٢٩.
(٣) ديوان الهذليين ٢ / ١٠٨ برواية «ندر» وفي اللسان «تذر».