مَيْمون ، فقالَ يونُسُ عن ابنِ شَهابٍ : كعُلَيَّة (١) ، أَبو دَاوُد في السّنَن ، والأَكْثَرُونَ على أنَّه بضمِّ النونِ (٢) وسكونِ الدالِ المُهْمَلةِ وفتْحِ الموحَّدَةِ ؛ وزادَ مَعْمر فيه فتْحَ النونِ أَيْضاً.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
أَبْذَيْتُ عليهم : أَفْحَشْتُ.
والمُباذَاةُ : المُفاحَشَةُ ؛ قالَ الشاعِرُ :
أُبْذِي إذا بُوذِيتُ من كَلْبٍ ذَكَرْ
ومنه قَوْلُ الراجزِ :
أَوْفَى على رَباوَةِ يُباذِي
وبَذِيَ الرَّجُلُ ، كسَمِعَ ، لُغَةٌ في بَذْوَ ، نَقَلَهُ صاحِبُ المِصْباحِ.
وبَذَا الرَّجُلُ : سَاءَ الرَّجُلُ : سَاءَ خُلقُه.
وأَبْذَى : جاءَ بالبذاءِ.
[برو] والبُرَةُ ، كَثُبَةٍ : الخَلْخالُ ، حَكَاه ابنُ سِيدَه فيمَا يُكْتبُ بالياءِ.
وفي الصِّحاحِ : كلُّ حَلْقةٍ مِن سِوارٍ وقُرْط وخَلْخالٍ وما أَشْبَهها بُرَةٌ ؛ ج بُراةٌ ؛ هكذا في النسخِ والصَّوابُ بالتاءِ المُطَوَّلةِ كما هو نَصُّ المُحْكَمِ والصِّحاحِ ؛ وبُرِينَ ، بالضَّمِّ ، وبِرِينَ ، بالكسْرِ ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِيُّ :
وقَعْقَعْنَ الخَلاخِلَ والبُرِينَا (٣)
والبُرَةُ : حَلْقَةٌ في أَنْفِ البَعيرِ.
وقالَ اللّحْيانيُّ : مِن صُفْرٍ أَو غيرِهِ.
وقالَ ابنُ جنِّي : مِن فضَّةٍ أَو صُفْرٍ تجعلُ في أَنْفِها إذا كانتْ رَقِيقَةً (٤) مَعْطوفَة الطَّرَفَيْن.
قالَ شيْخُنا : كأَنَّهم يَقْصدُونَ بها الزِّينَةَ أَو التَّذْلِيلَ.
أَو تُجْعَلُ في لَحْمَةِ أَنْفِه ؛ وهو قَوْلُ اللّحْيانيَّ. وقالَ الأصْمعيُّ : تُجْعَلُ في أَحدِ جانِبَي المَنْخَريْنِ ، قالَ : ورُبَّما كانتِ البُرَةُ مِن شَعَرٍ فهي الخُزامَةُ ؛ كما في الصِّحاحِ ؛ والجَمْعُ كالجمعِ على ما يطردُ في هذا النَّحْوِ.
وحكَى أَبو عليِّ في الإِيضاحِ : بَرْوَة وبُرًى ، وفَسَّرها بنَحْوِ ذلِكَ ، وهذا نادِرٌ.
وقالَ الجَوْهرِيُّ : قالَ أَبو عليِّ : وأَصْلُ البُرَة بَرْوَةٌ لأنَّها جُمِعَتْ على بُرًى ، كقَرْيةٍ وقُرىً.
قالَ ابنُ بَرِّي : لم يَحْكِ بَرْوَةً في بُرَةٍ غَيْرُ سِيْبَوَيْه ، وجمعها بُرًى ، ونَظِيرُها قَرْيَة وقُرىً ، ولم يَقُلْ أَبو عليِّ أَنَّ أَصْلَ بُرَةٍ بَرْوَةٌ لأنَّ أَوَّلَ بُرَةٍ مَضْمومٌ وأَوَّلَ بَرْوَةٍ مَفْتوحٌ ، وإنَّما اسْتَدَلَّ على أَنَّ لامَ بُرَةٍ واوٌ بقَوْلهم بَرْوَة لُغَةٌ في بُرَة ، انتَهَى.
* قُلْتُ : وقالَ بعضُهم عنْدَ قَوْلِ الجوْهرِيّ : وأَصْل البُرَة بَرْوَةٌ الصَّوابُ أَصْلها بُرْوَة ، بالضمِّ ، كخُصْلَةٍ وخُصَلٍ وغُرْفَة وغُرَفٍ.
وبُرَةٌ مَبْرُوَّةٌ : أَي مَعْمُولَةٌ.
وبَراهُ اللهُ يَبْرُوهُ بَرْواً : خَلَقَهُ.
قالَ شيْخُنا : صَرَّحُوا بأَنَّه مُخَفَّفٌ مِن الهَمْزَةِ.
* قُلْتُ : قالَ ابنُ الأثيرِ : تُرِكَ فيها الهَمْزُ تَخْفيفاً ، ومنه البَرِيَّةُ للخَلْقِ.
وبَرَوْتُها ، أَي النَّاقَةَ جَعَلْتُ في أَنْفِها بُرَةً ؛ حَكَاهُ ابنُ جنِّي ؛ كأَبرَيْتُها.
قالَ الجَوْهرِيُّ : وقد خَشَشْتُ النَّاقَةَ وعَرَنْتُها وخَزَمْتُها وزَمَمْتُها وخَطَمْتُها وأَبْرَيْتُها ، هذه وَحْدها بالألِفِ : إذا جَعَلْتَ في أَنْفِهَا البُرَة ؛ فهي ناقَةٌ مُبْراةٌ ؛ قالَ الشَّاعِرُ ، وهو الجعْدِيُّ :
فَقَرَّبْتُ مُبْراةً تَخالُ ضُلُوعَها |
|
من المَاسِخِيَّاتِ القِسِيّ المُوَتَّرا (٥) |
انتَهَى.
__________________
(١) في التبصير ١ / ٧٢ بُدَيّة بضم الموحدة وفتح الدال وتشديد المثناة من تحت.
(٢) وقع في التبصير : «ندبة» ، وفي نقله عنه اضطراب ، أحدث قلقاً وتشويشاً في عبارة الشارح.
(٣) اللسان والصحاح.
(٤) في التهذيب واللسان : دقيقة.
(٥) اللسان والصحاح منسوباً فيهما كالأصل للجعدي ، والبيت للشماخ ديوانه ص ٢٧ وليس للجعدي.