عليها من النباتات التي تنمو هناك بشكل طبيعي.
ينمو نبات Glycyrrhiza glabra أي جذر عرق السوس بشكل طبيعي وبكثرة في جميع انحاء العراق الجنوبي ولم يكن يستغل في هذه المنطقة باي شكل من اشكال الاستغلال إلى ان قامت شركة Zerlendi et Essayie (١) وهي شركة نصفها اوربي ونصفها محلي استقرت في البصرة بتصدير هذه الجذور في ثمانينيات القرن الماضي إلى امريكا حيث كانوا هناك يخلطونه بالتبغ. وقد حصلت هذه الشركة على ارباح كبيرة من تصدير هذه المادة ، نظراً لقلة التكاليف التي تدفعها إلى البدو الذين يجمعون هذه المادة وبسبب رخض النقل النهري في دجلة والفرات. غير ان فائدة هذه التجارة لم تخف على الاهالي فاخذوا يمارسون تصدير عرق السوس ويتوسعون في ذلك بالتدريج فادى ذلك إلى تنافس حاد في ما بينهم ومن ثم إلى هبوط مردود هذه التجارة. والواقع ان الحصول على هذه المادة اصبح يكلف اكثر من السابق فقد تحتم نقله من مناطق ابعد بسبب نفاده تماماً من ضفاف الانهار كما ان المنافسة ادت إلى ارتفاع الاجور وان المصدرين كانوا مضطرين لغرض تأمين اليد العاملة إلى ان يدفعوا للبدو مقدمة على الحساب عالية نسبياً. وفي الوقت نفسه كانت نوعية عرق السوق تسوء بالتدريج لان العمال بعد اصبحوا يتسلمون اجورهم مقدماً أخذوا يصمون آذانهم عن صوت ضمائرهم اكثر فاكثر عند جلب الجذور التي غالباً ما كان يظهر انها لا تصلح الا لان تكون حطباً. وقد ادى تصدير عرق السوس الرديء إلى امريكا إلى هبوط اسعاره هناك بشكل حاد وقد ظهر ذلك واضحاً بشكل خاص في ١٩٠٠ عندما اعتبر ٠٣٠ / ٠ من الوارد منه إلى
__________________
(١) زرلندي وعيسوي. (المترجم).