والمطالبة بالخلافة وكان بتمنى لعائشة كان تقتل في البصرة ليشنع بقتلها على امير المؤمنين كما صارحها بذلك خلال زيارته للمدينة بعد ان تم له الاستيلاء على السلطة.
اما ابن الزبير فلم يكن شيء من الدنيا أحب من خروج الحسين من مكة إلى العراق ومن المصير الذي انتهى اليه وكان يرغبه في الخروج إلى العراق والاستجابة لطلب اهل الكوفة بأسلوب مليء بالمكر والدهاء وحينما بلغه نبأ مقتله ووجد المسلمين على ما بينهم من خلاف في الاتجاهات يتململون لما جرى عليه ويندبونه ويلعنون أمية وأشياعها طابت نفسه واطمأن لمصيره وراح يتباكى على الحسين ويردد فضله وما جرى عليه في مجالسه واجتماعاته ويندد بالأمويين وجرائمهم تجاوباً مع شعور الجماهير ورغباتهم دجلاً ونفاقا ليعبر من وراء ذلك الى السلطة التي كان يتمناها واستطاع بهذا الاسلوب الماكر ان يستحوذ على العدد الأكبر من مسلمي الحجاز الذين كانوا يبحثون عن بديل للأمويين وأصبح الناس يقولون ، كما جاء في رواية الطبري : ليس لها بعد الحسين غير ابن الزبير وتمت له البيعة في الحجاز بسبب ما جرى للحسين وبنيه واخوته وأسرته من قتل وتمثيل وسبي وامتهان لعترة الرسول وكرامته وتوالت الانتفاضات في مختلف انحاء العالم الإسلامي ضد الامويين وأنصارهم وشعار الثائرين فيما بينهم من خلاف في الاتجاهات يا لثارات الحسين.
ولم تخمد ثورة في مكان إلا لتقوم ثورة اخرى في مكان آخر بسواعد الشيعة وشعارهم الوحيد يا لثارات الحسين.
لقد كانت تلك المجزرة ذا حدين استفاد منها اعداء الحسين كابن الزبير الذي استغلها في الحجاز للتشهير بيزيد والأمويين وجعل يتباكى ويتظاهر بالحزن على الحسين وأصحابه حتى اجتمع الناس عليه والتفوا من حوله ، كما ايقظت شيعة الحسين وجعلتهم يشعرون بأخطائهم وتقصيرهم وتخاذلهم عنه وعن ابيه وأخيه وانضمن اليهم جميع العناصر