البكائين ، وكان عندما يساله سائل عن كثرة بكائه يقول : لا تلوموني فان يعقوب النبي فقد ولدا من اولاده فبكى عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن وهو حي في دار الدنيا ، وقد نظرت الى عشرين رجلا من اهل بيتي على رمال كربلاء مجزرين كالاضاحي أفترون حزنهم يذهب من قبلي.
وروى الرواة عن الإمام الصادق عليهالسلام انه قال ما وضع بين يدي جدي علي بن الحسين طعام الا وبكى بكاء شديدا وان احد مواليه قال له : جعلت فداك اني اخاف عليك ان تكون من الهالكين ، فقال : انما اشكو ثبتي وحزني الى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون اني لم اذكر مصارع بني فاطمة إلى وخنقتني العبرة.
وأحيانا كان الإمام السجاد يطلب المناسبة ويخلقها احيانا ليحدث الناس بما جرى للحسين وأهل بيته فيذهب الى سوق القصابين في المدينة ليسألهم عما اذا كانوا يسقون الشاة قبل ذبحها وانه ليعلم انهم يفعلون ذلك لانه من السنن المأثورة ولكنه يريد ان يحدثهم عما جرى لابيه ليبعث في نفوسهم النقمة على الظلم والظالمين ، فيقول لهم : لقد ذبح ابو عبدالله عطشانا كما تذبح الشاة فيجتمعون عليه ويبكون لبكائه ، وكان اذا رأى غريباً دعاه إلى بيته لضيافته ثم يقول : لقد ذبح ابو عبدالله غريباً جائعاً ، واستمر طيلة حياته حزيناً كئيباً ، وهكذا كان غيره من الائمة يحرصون على بقاء تلك الذكرى حية في نفوس الاجيال خالدة خلود الدهر لانها لا تنفصل بمعانيها السامية عن اهداف الاسلام العليا ومقاصده الكريمة.
وقال الإمام الصادق عليهالسلام لجماعة من اصحابه دخلوا عليه في اليوم العاشر : أتجتمعون وتتحدثون؟ فقالوا : نعم يا ابن رسول الله ، فقال : أتذكرون ما صنع بجدي الحسين لقد ذبح والله كما يذبح الكبش وقتل