القاهرة ودخلتها في
شهر رمضان سنة ١٩٣ قبل ان يدخلها الشافعي بخمس سنين فاستقبلها المصريون رجالا
ونساء احسن استقبال ونزلت دارا لاحد التجار الكبار وأخيرا استقرت في البيت الذي
أعد لها مع زوجها وراح الناس بمختلف فئاتهم يترددون عليها وعلى زوجها يأخذون عنهما
العلم والحديث واستفادوا من علمهما واستمر الناس يتدفقون عليهما وأصبحت رمزا للطهر
والقداسة في تلك الديار.
ولم يكن لاخيها يحيى المتوج سوى بنت
واحدة تدعى زينب وكانت قد رحلت مع ابيها الى مصر وحينما دخلتها عمتها وغمرتها
بعطفها وحنانها وعلقت بها وأبت ان تتزوج من احد بالرغم من توافد الخطاب على ابيها
ولازمت عمتهاولاقت من عطف عمتها عليها والاحسان اليها ما جعلها تتفانى في خدمتها
وتسهر على حوائجها لمدة طويلة من الزمن وبخاصة بعد ان بلغت من العمر سنا أقعدها عن
القيام بأكثر حوائجها.
وروى عنها ابو علم انها كانت تقول : لقد
خدمت عمتي نفيسة اربعين سنة فما رأيتها تامت بليل ولا أفطرت في نهار الا في
العيدين وأيام التشريق.
ومضت تقول كما جاء في ص ٥٤٠ من كتاب ابو
علم وكيل وزارة العدل المصرية : كانت عمتي نفيسة تحفظ القرآن وتفسيره وتقرأه وتبكي
وكنت اجد عندها ما لا يخطر بخاطري ولا اعلم من يأتيها به فكنت أتعجب من ذلك فتقول
لي : يا ابنة اخي من استقام مع الله كان الكون بيده وفي استطاعته.
ويدعي توفيق ابو علم في كتابه اهل البيت
بأن للسيدة نفيسة عشرات الكرامات التي لا تجوز على غير الانبياء والصديقين ومن
عباده الصالحين وهي جائزة عقلا ومن جملة الممكنات التي لا تستحيل على القدرة
الالهية وقد غمر الله سبحانه آل بنت نبيه بفضله وشملهم بفيوضاته حتى ظهرت