* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
[هندن] : هِنْدُوانُ ، بالكسْرِ وضمِّ الدالِ : مَحَلَّةٌ ببلخ ينزلُها الغلْمانُ والجَوَارِي ؛ منها الإمامُ أَبو جَعْفرٍ محمدُ ابنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بنِ عُمَر الهِنْدُوانيُّ المُلَقَّبُ بأبي حَنيفَةَ الصَّغيرِ لفقْهِه ، ماتَ ، رحِمَهُ اللهُ تعالى ، ببُخارى سَنَة ٣٦٢. وهُنْدُوانُ ، بالضمِّ (١) : نَهْرٌ بينَ خُوزستان وأَرَّجان ، عليه وِلايَةٌ كَبيرَةٌ.
وهِنْديجان ، بالكسْرِ قَرْيةٌ بخوزستان ، ذات آثارٍ عَجِيبَةٍ وأبْنِيةٍ عالِيةٍ تُثارُ منها الدَّفائِن كما تُثَارُ بمِصْرَ ، حَرَسَها اللهُ تعالى.
[هنزمن] : الهِنْزَمْنُ ، كجِرْدَحْلٍ : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وهو الجماعَةُ ، مُعَرَّبُ هَنْجُمَنْ ، بفتحٍ فسكونٍ فضمِ الجيمِ وفتحِ الميمِ ، أَو أَنْجُمَنْ بالألِفِ ، وهو المَشْهورُ المُتَعارفُ عنْدَ الفُرْسِ ، ويُطْلَقُ على مجْلِسِ الشّرْبِ ، أَو لمِجْمَعِ النَّاسِ مُطْلقاً ، أَو لعيدٍ مِن أَعْيادِ النّصارَى ، أَو لسائِرِ العَجَم ؛ قالَ الأعْشى :
إذا كانَ هِنْزَمْنٌ ورُحْتُ مُخَشَّما (٢)
ويقالُ أَيْضاً : الهِنْزَمْرُ ، بالرّاءِ ، والهِيْزَمْنُ بالياءِ بَدَلُ النّونِ الأُولى.
[هون] : هانَ يَهُونُ هُوناً ، بالضَّمِّ ، وهَواناً ومَهانَةً : ذَلَّ ؛ قالَ ذُو الإصْبَع :
اذهَبْ إليك فما أُمِّي براعِيةٍ |
|
تَرْعَى المَخاضَ ولا أُغْضِي على الهُونِ (٣) |
وقيلَ : الهَوانُ والمَهانَةُ : اسْمانِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي : المَهانَةُ مَفْعَلَةٌ مِن الهَوَانِ ، والمِيمُ زائِدَةٌ والمُهانَةُ مِن الحَقارَةِ فَعالَةٌ والمِيمُ أَصْليَّة ، وقد تقدَّمَ وبها رُوِي الحدِيثُ : «ليسَ بالجافي ولا بالمَهِين».
وهانَ هَوْناً : سَهُلَ ، فهو هَيِّنٌ وهَيْنٌ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ ، وأَهْوَنُ ؛ ومنه قَوْلُه تعالى : وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ (٤) أي كلّ ذلِكَ هَيِّنٌ عليه ، وليسَتْ للمُفاضَلَةِ لأنَّه ليسَ شيءٌ أَيْسَرُ عليه مِن غيرِهِ ؛ ومنه قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لَعَمْرُك لا أَدْرِي وإنِّي لأوْجَلُ |
|
على أَيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ (٥) |
ج أَهْوِناءُ كشيءٍ وأَشْيِئاء على أَفْعِلاء.
والهَوْنُ : السَّكِينَةُ والوَقارُ والرِّفْقُ ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي :
هَوْنَكُما لا يَرُدُّ الدَّهْرُ ما فاتا |
|
ولا تَهْلِكا أَسَفاً في إثْرِ مَنْ ماتا (٦) |
ومنه الحدِيثُ : «كان يَمْشِي هَوْناً» ، أَي برِفْقٍ ولِيْنٍ وتَثبّتٍ.
والهَوْنُ : الحَقيرُ مِن كلّ شيءٍ.
والهُوْنُ : بالضَّمِّ : الخِزْيُ ؛ ومنه قَوْلُه تعالى : (فَأَخَذَتْهُمْ صاعِقَةُ الْعَذابِ الْهُونِ) (٧) ، أَي ذي الخِزْيِ ؛ كالمَهانَةِ ، مَفْعلةٌ منه.
والهُوْنُ بنُ خُزَيْمَةَ بنِ مُدْرِكَةَ بنِ إلْياس بنِ مُضَرَ ، أَبو قَبيلَةٍ وهو أَخُو القَارَة.
وقالَ المفضَّلُ الضَّبِّيُّ : القارَةُ بنُو الهَوْنِ.
ورَوَى أبو طالِبٍ فيه فتْحَ الهاءِ أَيْضاً ، وقد تقدَّمَ ذِكْرُ القارَةِ في موضِعِهِ.
وما أَدْرِي أَيُّ الهُوْن هو ، أَي الخَلْقُ كُلُّهُم.
__________________
(١) ضبطها ياقوت بالقلم بالكسر ، وبالنص بضم الدال.
(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٨٦ وصدره :
وآس وخيري ومروٌ وسوسنٌ
وعجزه في اللسان.
(٣) في المفضلية ٣١ لذي الأصبع العدواني ، ملفق من بيتين :
(عفّ يؤوس إذا ما خففت من بلد |
|
هوناً فلست بوقاف على الهون |
عني إليك فما أمي براعية |
|
ترعى المخاض وما رأي بمغبون |
والمثبت كرواية اللسان.
(٤) الروم ، الآية ٢٧.
(٥) اللسان.
(٦) اللسان.
(٧) فصلت ، الآية ١٧.