وقالَ كَعْبُ بنُ زهيرٍ :
تَجْلو غَواربَ ذي ظَلْمٍ إِذا ابتسمَتْ |
|
كأَنَّه مُنْهَلٌ بالرَّاحِ مَعْلولُ (١) |
وقالَ شَمِرٌ : هو بياضُ الأَسْنانِ كأَنَّه يَعْلُوه سَوادٌ ، والغُروبُ : حاءُ الأَسْنانِ.
وقالَ أَبو العبَّاس الأَحْول في شرْحِ الكَعْبيةِ : الظَّلْمُ ماءُ الأَسْنانِ الذي يَجْري فتَراهُ مِن شدَّةِ صَفائِهِ عليه كالغبْرَةِ والسَّوادِ.
وقالَ غيرُهُ : هو رقَّتُها وشِدَّةُ بياضِها.
قالَ الدّمامِيني : هذا عندَ غالِبِ أَهْل الهِنْدِ مُعِيبٌ وإِنَّما يَسْتَحْسنونَ الأَسْنانَ إِذا كانتْ سَوداءَ مُظْلمةً وكأَنَّهم لم يَسْمَعوا قولَ القائِلِ :
كأَنَّما يَبْسِمُ عن لُؤْلؤٍ |
|
منضدٍ أَو بردٍ أَو اقاحِ |
قلْتُ : يغيِّرُونَ خَلْقَتَها بسنون تنجذُ مِن العفْصِ المَحْروقِ المَسْحوقِ وكأَنَّهم يَطْلبُونَ بذلِكَ تَشْديدَ اللّثاتِ ، وهو عندَهُم مَحْمودٌ لكَثْرةِ اسْتِعالِهم لوَرَقِ النبلِ مع بعضٍ مِن الفوفلِ والكلسِ ، وهُما يأْكُلان اللَّثَّة خاصَّةً ، فجعَلُوا هذا السّنونُ ضِدًّا لذلِكَ ، وكم مِن مَحْمودٍ عندَ قوْمٍ مَذْمومٌ عندَ آخَرِيْن.
وِظُلَيْمُ* ، كزُبَيْرٍ : ع باليَمَنِ ، وهو وادٍ أَو جَبَلٌ نُسِبَ إِليه ذُو ظُلَيْم أَحَدُ الأَذْواءِ مِن حِمْيَرَ ، قالَهُ نَصْر.
وِظُلَيْم أَحَدُ الأَذْواءِ مِن حِمْيَرَ ، قالَهُ نَصْر.
وِظُلَيْمُ بنُ حُطَيْطٍ الجَهْضميُّ : مُحَدِّثٌ عن محمدِ بنِ يوسفَ الفريابيّ ، وعنه أَبو زُرْعَةَ الدِّمَشْقيّ.
وِظُلَيْمُ بنُ مالِكٍ (٢) م مَعْروفٌ.
قلْتُ : هو مُرَّةُ بنُ مالِكِ بنِ زيْدِ مَنَاة بنِ تَمِيمٍ ، وِظُلَيْم لَقَبُه ، أَحدُ بُطونِ البَراجِم منهم : الحَكَمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عدن بنِ ظُلَيْمٍ الشاعِرُ. وذُو ظُلَيْمٍ : حَوْشَبُ بنُ طِخْمَةَ ، تابِعيٌّ (٣) ، وقيلَ له صُحْبَةٌ وقد ذُكِرَ في «ط خ م».
وقالَ نَصْر : ذُو ظُلَيْمٍ أَحدُ الأَذْواء مِن حِمْيَرَ ، مِن ولدِهِ حَوْشَبُ الذي شَهِدَ مع مُعاوِيَةَ صِفِّين قَتَلَه سُلَيْمن ، فتأَمَّل.
وفي تارِيخِ حَلَب لابنِ العَديمِ : أَبو مُرِّ ذُو ظُلَيْم ، كزُبَيْرٍ وأَميرٍ والأُوْلى أَشْهَرُ ، هو حَوْشَبُ بنُ طِخْمَةَ أَو طخْفَةَ ، وقيلَ : ابنُ التباعي بنِ غسَّان بنِ ذي ظُلَيْم ، وقيلَ : هو حَوْشَبُ بنُ عَمْرِو بنِ شرحبيل بنِ عبيدِ بنِ عَمْرِو بنِ حَوْشَبِ الأظلوم بن أَلْهان الحِمْيَرِيّ رَفَعَ حدِيثاً واحِداً في موتِ الأَوْلادِ ، وكانَ رئيسَ قوْمِه ، رَوَى عنه ابنْه عُثْمان.
وِالظِّلامُ ، ككِتابٍ ويُشدَّدُ وكعِنَبٍ وصاحِبٍ ، الثالثَةُ عن ابنِ الأَعْرابيِّ قالَ : وهو مِن غَريبِ الشَّجَرِ واحِدَتُها ظِلمَةٌ ، ورَوَى الثانيَةَ أَبو حنيفَةَ وقالَ : إنَّها عُشْبَةٌ تُرْعَى.
وقالَ الأصْمَعيُّ : شَجَرَةٌ لها عَساليجُ طِوالٌ وتَنْبسطُ حتى تَجوزَ أَصْلَ شَجَرِها فمنها سُمِّيَت ظِلاماً ، وأَنْشَدَ أَبو حنيفَةَ :
رَعَتْ بقَرَارِ الحَزْنِ رَوْضاً مُواصِلاً |
|
عَمِيماً من الظِّلَّامِ والهَيْثَمِ الجَعْدِ (٤) |
وِمِن المجازِ : يقالُ : ما ظَلَمَكَ أَنْ تَفْعَلَ كذا ، أَي ما مَنَعَكَ.
وشَكَا إنْسانٌ إلى أَعْرابيٍّ الكظَّة فقالَ : ما ظَلَمَكَ أَنْ تَقيءَ.
وِظُلْمَة ، بالكسْرِ والضمِّ (٥) : فاجِرَةٌ هُذَلِيَّةٌ أَسَنَّتْ (٦) فاشْتَرَتْ تَيْساً وكانَتْ تقولُ أَرْتاحُ لنَبيبِهِ ، فقيلَ : أَقْوَدُ من ظُلْمَةَ وأَفْجَرُ مِن ظُلْمَةَ.
وِكَهْفُ الظُّلْمِ : رَجُلٌ م مَعْروفٌ مِن العَرَبِ.
وِالمُظَلَّمُ ، كمُعَظَّمٍ : الرَّخَمُ والغِرْبانُ ، عن ابنِ الأَعْرَابيِّ ، وأَنْشَدَ :
حَمَتْهُ عِتاقُ الطيرِ كلَّ مُظَلَّم |
|
من الطيرِ حَوَّامِ المُقامِ رَمُوقِ (٧) |
__________________
(١) من قصيدته بانت سعاد ، شرح القصيدة لابن هشام ص ٢٣ البيت رقم ٣ وفيه : «عوارض» بدل «غوارب» واللسان والتهذيب والأساس.
(*) بالأصل ليست من القاموس وهي منه.
(٢) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : حَنْظَلَةَ ابنِ.
(٣) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : وظَلِيمٌ ككريمٍ تابعيٍّ.
(٤) اللسان والتكملة ونسبه لرجل من بني يربوع.
(٥) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : امرأةٌ.
(٦) في القاموس : أَسَنَّتْ وفَنَيتُ.
(٧) اللسان.