من الدلالات الواضحة في هذا الخبر
النبويّ الشريف ، أنّ العلم النافع في الدنيا والآخرة ـ بنظر الشارع المقدّس ـ
إنّما هو عبارة عن العلوم الثلاثة التالية :
١ ـ علم العقائد الصحيحة ، المشار إليه
في قوله : «آية محكمة» ; فإنّ علم الكلام إنّما يستدلّ على صحّته وما جاء فيه من
العقائد بالآيات المحكمة والبراهين المستحكمة ، ولا يجوز فيها التقليد.
٢ ـ علم الفقه ، الذي هو عبارة عن أحكام
أفعال المكلّفين من الواجبات والمحرّمات ولواحقهما ، واُشير إليه في قوله : «فريضة
عادلة» ; فإنّ الفقه مجموعة فرائض تخبر عن المصالح والمفاسد بصيغ الأوامر والنواهي
وتوابعهما.
٣ ـ علم الأخلاق ، فهو عبارة عن كسب
الآداب والسنن ، وتخلية النفس والقلب من الصفات الذميمة ، وتحليتهما بالأخلاق
الطيبة والسنن القائمة ، المشار إليها في قوله : «سنّة قائمة» في نفس الإنسان والتي
تكون ملكة راسخة في وجوده.
ولمّا كان الإنسان ذا أبعاد ثلاثة : العقل
والجسد والروح ، فمربّي عقله هو العقائد السليمة ، ومربّي الجسد : التكاليف
الشرعية ، ومعلّم الروح : الأخلاق الحسنة .
__________________