الإسلام وما جاء في مدارك أحكامه وقوانينه أي القرآن الكريم والسنّة الشريفة.
ثمّ كلمة التوحيد لو كانت تامة وبشرطها وشروطها ومنها النبوّة والإمامة وما صدر عنهما فإنّه تمام الإسلام أيضاً ، كما قال ذلك الكاتب المسلم في جواب المثقفة المسيحية ، بل الإسلام هو الرحمة الإلهية واللطف الإلهي ، فكلّ ما فيه إنّما منشأه الرحمة الرحمانية والرحيمية ، وبهذا الاعتبار يكون الإسلام عبارة عن الرحمة كما قالها كاتب المقالة.
إلاّ أنّ حقيقة الإسلام وماهيته وذاتياته إنّما هو التسليم كما قال ذلك جدّي أمير المؤمنين علي عليهالسلام : «لأنسبنّ الإسلام نسبة لم ينسبه أحد قبلي ولا ينسبه أحد بعدي : الإسلام هو التسليم ، والتسليم هو التصديق ، والتصديق هو اليقين ، واليقين هو الأداء ، والأداء هو العمل».
وقال عليهالسلام : غاية الإسلام التسليم ، وغاية التسليم الفوز بدار النعيم.
وقال الرسول الأكرم : الإسلام أن تسلّم وجهك للّه عزّ وجلّ ، وأن تشهد أن لا إله إلاّ اللّه (١).
وقال صلىاللهعليهوآله : الإسلام حسن الخلق.
وهذا يعني أنّ الإسلام هو الرحمة والاستقامة وكلمة التوحيد ، والجامع لكلّ مفاهيم الإسلام هو التسليم. وإذا كان الإسلام يجمعه ويحدّده كلمة واحدة ، فلماذا لا يكون كلّ القرآن في فاتحته ، وكلّ ما في الحمد واُمّ الكتاب في البسملة ، وكلّ ما فيها في بائها ، والإمام أمير المؤمنين علي عليهالسلام نقطة باء البسملة.
عزيزي القارىء :
__________________
(١) المصدر ، عن كنز العمّال ، خ ٣٩.