ما لا يستوعبه من المعارف الحقّة ، أو يمرّ بها مستخفّاً ومستهزءاً ، ويوحي إلى القارىء من حيث لا يشعر أنّ هذا من أساطير الأوّلين بقوله : «قال قائل» ، والحال كثير من المفسّرين الذين رجعت إلى تفاسيرهم يذكرون هذا المعنى بأنّ القرآن جمعت معارفه في سورة الحمد ، حتّى الكاتب اعترف بذلك كما ذكرته لك.
ثمّ قال في تحديد الإسلام بكلمة واحدة ، وكيف يحدّد الإسلام بكلمة واحدة ولا يكون أشبه بمن يحاول أن يدخل الكون بأرضه وسمائه في البيضة دون أن تكبر البيضة أو يصغر الكون؟ ثمّ كيف يحدّد الاسلام بالاستقامة ، والقرآن لا يحدّد به؟ والحال أنّ القرآن هو كتاب الإسلام ومصدر تشريعه الأوّل ، وهناك الجناح الثاني والثقل الآخر للإسلام ، وهو السنّة المتمثّلة بقول المعصوم عليهالسلام وفعله وتقريره ، فكيف يحدّد الإسلام ـ الكتاب والسنّة ـ بكلمة واحدة ولا يحدّد جزئه بكلمة واحدة؟ أليس هذا من التهافت؟ ولو كان ما قاله قدسسره من عند اللّه ، لما كان فيه اختلافاً ، فإنّ الحقيقة نقطة كثّرها الجاهلون ، وعلى كلّ حال فيقول في تحديد الإسلام بكلمة واحدة.
قرأت في جريدة الجمهورية المصرية ـ تأريخ ٢١ نيسان سنة ١٩٦٧ ـ كلمة قال كاتبها ضياء الريّس : إنّه قرأ مقالا في مجلة أدبية لكاتب عربي شهير ، قال فيه : إنّه ـ أي الكاتب ـ حين كان عضواً في البعثة العلمية بإنگلترا اشتبك في نقاش حادّ مع انگليزية مثقفة حول الإسلام والمسيحية ، فقالت الانگليزية ـ متحدية جميع المسلمين بشخص الكاتب المسلم ـ إنّي اُلخّص مبادىء المسيحية كلّها بكلمة واحدة ، وهي المحبّة ، فهل تستطيع أنت ـ أيّها المسلم ـ أن تأتي بكلمة تجمع مبادىء الإسلام؟ فأجابها الكاتب المسلم : أجل إنّها كلمة التوحيد.