اللّه عزّ وجلّ : (وَإذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أدْبارِهِمْ نُفُوراً) (١).
وقد أفتى الفقهاء باستحباب الجهر بالبسملة في الصلاة الاخفاتية ووجوبه في الجهرية ، وقيل بوجوبه مطلقاً ، والجهر بها في غيرها ، وفيها : من علامات المؤمن ، كما ورد في الخبر الشريف.
فالبسملة جزء من فاتحة الكتاب ، هذا ما اتّفق عليه أهل القبلة ، وأمّا في غيرها من السور إلاّ سورة البرائة فإنّها عند الشيعة الإمامية جزء من كلّ سورة ، كما ورد في الروايات. وقال الشيخ الطوسي في تفسيره (التبيان) : «عندنا بسم اللّه آية من الحمد ومن كلّ سورة». وقال الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) : «اتّفق أصحابنا أنّها آية من سورة الحمد ومن كلّ سورة ، وإنّ من تركها في الصلاة بطلت صلاته ، سواء كانت الصلاة فرضاً أو نفلا ، وأنّه يجب الجهر بها فيما يجهر فيه بالقراءة ، ويستحبّ الجهر فيما يخافت فيه بالقراءة».
روى العياشي في تفسيره ، عن علي عليهالسلام أنّه بلغه أنّ اُناساً ينزعون بسم اللّه الرحمن الرحيم ، فقال : هي آية من كتاب اللّه أنساهم إيّاها الشيطان.
وبإسناده ، عن أبي جعفر الإمام الباقر عليهالسلام ، قال : سرقوا أكرم آية في كتاب اللّه : (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ).
فأبناء العامة لا يقرأون البسملة في حمدهم في الصلاة ، على أنّهم يقرأونها بنيّة الدعاء ، زاعمين أنّها تشتمل على ذلك ، وبعضهم يخفت فيها.
ثمّ في معنى باء البسملة ، أقوال :
١ ـ للاستعانة ، كما هو المشهور ، أي : (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) أقرأ
__________________
(١) سورة الإسراء ، الآية ٤٦.