السابع
عشر : في الخبر النبوي الصحيح عند الفريقين :
«لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب» ، وبداية الفاتحة البسملة وأمير المؤمنين نقطتها ، ولولا
النقطة لما كانت البسملة ولما صحّ الدخول في الصلاة ، وبدون ولايته عليهالسلام لا تصحّ الصلاة ولا
تقبل العبادة يوم القيامة ، ولو كانت ذلك ليلا ونهاراً ، كما صحّ وثبت في الأخبار
المروية عند الفريقين.
قال العلاّمة الهمداني في كتابه
: «ثمّ اعلم أنّ اللّه تعالى أوحى إلى نبيّه صلىاللهعليهوآله
أنّ علياً عليهالسلام
هو السرّ المودع في فواتح السور والإسم الأعظم الأكبر الموحى إلى الرسل من البشر ،
والسرّ المكتوب على وجه الشمس والقمر والشجر والمدر ، بل كلّ شيء خلق كما تقدّم من
الخبر والأثر ، وإنّه ذات الذوات في الذوات للذات ، لأنّ أحدية الباري منزّهة عن
الأسماء والصفات متعالية عن النعوت والإشارات ، وأنّه الإسم الذي إليه ترجع الحروف
والعبارات ، والكلمة المتضرّع بها إلى اللّه سائر البريات ، وإنّه الغيب المخزون
بين اللام والهاء والكاف والنون ، فقال سبحانه : (حمعسق كَذلِكَ يُوحى
إلَيْكَ وَإلى الذِينَ مِنْ قَبْلِكَ)
، قال الصادق عليهالسلام
: (عسق) سرّ علي عليهالسلام
، فجعل اسمه الأعظم مرموزاً في فواتح سور القرآن وفاتحته ، وإليه الإشارة بقوله :
«لا صلاة إلاّ بفاتحة الكتاب» ، ولا صلاة للربّ إلاّ بحبّ عليّ عليهالسلام ومعرفته ، ويظهر من
ذلك وما سبق أنّ الوليّ هو المحيط بكلّ شيء ، فهو محيط بالعالم ، واللّه من ورائه
محيط ، وقد ظهر من أخبار معراج النبيّ صلىاللهعليهوآله
أنّ علياً عليهالسلام
أخبر النبي صلىاللهعليهوآله
بكلّ ما وقع له واطّلع عليه. وقد ظهر من ذلك سرّ كتابة اسمه الشريف على كلّ شيء ، وقال
تعالى : (وَكُلَّ شَيْء أحْصَيْناهُ فِي كِتاب
__________________