المشركون ولكن اقول صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دعى للمدينة وما حولها ولليمن وقال له من حضره ونجد فقال هناك الزلازل والفتن اما والله لفتنة الشهوات فتنة والظلمة التي يعرف كل خاص وعام من اهلها انها من الظلم والتعدي وانها خلاف دين الاسلام وانه يجب التوبة منها انها اخف بكثير من فتنة الشبهات التي تضل عن دين الاسلام ويكون صاحبها من الاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحيوة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وفي الحديث الصحيح هلك المتنطعون قالها ثلاثا فانالله وانا اليه راجعون انقذنا الله واياكم من الهلكة انه رحيم.
(فصل)
ومما يدل على بطلان مذهبكم ما اخرجه الامام احمد والترمذي وصححه والنسائي وابن ماجة من حديث عمرو بن الاحوص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع الا ان الشيطان قدايس ان يعبد في بلدكم هذا ابدا ولكن ستكون له طاعة في بعض ماتحقرون من اعمالكم فيرض بها وفي صحيح الحاكم عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع فقال الشيطان قدايس ان يعبد في ارضكم ولكن يرضى ان يطاع فيما سوى ذلك فيما تحقرون من اعمالكم فاحذروا ايها الناس اني تركت فيكم ما ان اعتصمتم به لم تظلوا ابدا كتاب الله وسنة نبيه (انتهى).
وجه الدلالة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبر في هذه الحديث الصحيح ان الشيطان يئس ان يعبد في بلد مكة وكذلك بقوله ابدا لئلا يتوهم متوهم انه حد ثم يزول وهذا خبر منه صلى الله عليه وسلم وهو لا يخبر بخلاف مايقع وايضا بشرى منه صلى الله عليه وسلم لا مته وهو لا يبشرهم الا بالصدق ولكنه حذرهم ماسوى عبادة الاصنام لا ما يحتقرون وهذا بين