وحتى ان الدجال في
اخر الزمان يطأ البلاد كلها الا الحرمين كما تقف على تقف على ذلك ان شاء الله في
هذه الرسالة فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب كفار اهلها لانهم عبدوا الاصنام على
قولكم وكلهم عندكم مشركون شركا مخرجاً عن الملة فانالله وانا اليه راجعون فوالله
ان هذه الامور التي تكفرون بها الامة النذور وما معها ابن تيمية وابن القيم وهما
رحمها الله قد صرحا في كلامهما تصريحا واضحا ان هذه ليس من الشرك الذي ينقل عن
الملة بل قد صرحوا في كلامهم ان من الشرك ماهو اكبر من هذا بكثير كثير وان من هذه
اللامة من فعله وعاند فيه ومع هذا لم يكفروه كما يأتي كلامهم في ذلك ان شآء الله
تعالى.
(فاما النذر) فنذكر كلام الشيخ تقي
الدين فيه وابن القيم وهما من اعظم من شدد فيه وسماه شركاً فنقول :
قال الشيخ تقي الدين : النذر للقبور
ولاهل القبور كالنذر لابراهيم الخليل عليه السلام او الشيخ فلان نذر معصية لا يجوز
الوفاء به وان تصدق بمانذر من ذلك على من يستحقه من الفقرآء او الصالحين كان خيرا
له عند الله وانفع (انتهى).
فلو كان الناذر كافراً عنده لم يأمره
بالصدقة لان الصدقة لا تقبل من الكافر بل يأمره بتجديد اسلامه ويقول له خرجت من
الاسلام بالنذر لغير الله قال الشيخ ايضا من نذر اسراج بئر او مقبرة او جبل او
شجرة او نذر له او لسكانه لم يجز ولا يجوز الوفاء به ويصرف في المصالح مالم يعرف
ربه (انتهى).
فلو كان الناذر كافراً لم يأمره برد
نذره اليه بل امر بقتله وقال الشيخ ايضا من نذر قنديل نقد للنبي صلى الله عليه
وسلم صرف لجيران النبي صلى الله عليه وسلم (انتهى).