معه ، وقد ثبت أن
أحب الخلق إلى الله تعالى أفضلهم عنده ، إذ كانت محبته منبئة عن الثواب دون الهوى
وميل الطباع ، وإذا صح أنه أفضل خلق الله تعالى ثبت أنه كان الإمام ، لفساد تقدم
المفضول على الفاضل في النبوة وخلافتها العامة في الأنام.
ومنها
: قوله صلىاللهعليهوآله
يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا
غير فرار ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه»
فأعطاها من بين أمته جميعا عليا عليهالسلام
، ثم بين له من الفضيلة بما بان به من الكافة ، ولولا ذلك لاقتضى الكلام خروج
الجماعة من هذه الصفات على كل حال ، وذلك محال ، أو كان التخصيص بها ضربا من
الهذيان ، وذلك أيضا فاسد محال ، وإذا وجب أنه أفضل الخلق بما شرحناه ، ثبت أنه
كان الإمام دون من سواه ، على ما رتبناه.
وأمثال ما ذكرناه مما يطول به التقصاص من تفضيله له عليهالسلام على كافة أصحابه
وأهل بيته ، بأفعاله به وظواهر الأقوال فيه ومعانيها المعقولة ، لمن فهم الخطاب
والشهادة له بالصواب ، ومقتضى العصمة من الذنوب والآفات ، مما يدل على غناه عن
الأمة ، ويكشف بذلك عن كونه
__________________