حقوقها.
أمّا المرأة العصرية ، والتي تسير تحت ظلّ
الحضارة الغربيّة أو الشرقيّة ، فإنّها لم تصبح أحسن حالاً من تلك التي عاشت في
العصور السابقة ، مع فارق الأساليب.
فهي تعيش في مجتمع يدّعي الحضارة
والمساواة ، ويدّعي أنّه ضمن للمرأة كلَ ما تحتاجه من حقوق ، والواقع عكس ذلك
تماماً. فإن كانت المجتمعات السابقة تنظر للمرأة نظرة تبعيّة محضة ، فاليوم يسيطر
الرجل على المرأة ، وينال منها ما يريد باسم الحريّة والمساواة.
فالمجتمع الغربي والشرقي يعيش أقصى
درجات الانحطاط والتميّع والفساد ، وخير دليل على ذلك شهادة زعيمي الشرق والغرب :
يقول كندي :
إنّ الشباب الأمريكي مائع منحل منحرف
غارق في الشهوات ، وإنّه من بين كلّ سبعة شباب يتقدمون للتجنيد يوجد ستة غير
صالحين بسبب انهماكهم في الشهوات ، واُنذر بأن هذا الشباب خطر على مستقبل أمريكا.
وقال خروشوف :
إنّ الشباب الشيوعي قد بدأ ينحرف ويفسده
الترف.
إذاً فالمجتمع الغربي والشرقي يعيش
اليوم حياةً بعيدةً عن القيم والأخلاق ، فهمُّ كلّ فرد منهم سدّ حاجته ، لذلك
نراهم يلهثون وراء لقمة العيش وبأي اُسلوب كان.
ومن الطبيعي أن تجري المرأة هذا الجريان
في حياتها ، حيث انعدام الروابط العائليّة ، فما أن تبلغ البنت سن الرابعة عشر حتى
يتوجّب عليها أن تسعى وراء سدّ حاجاتها ، والحصول على ما يكفل لها ذلك.
فالمرأة في الجتمع الغربي والشرقي وإن
حصلت على بعض الحقوق من جانب معيّن ، إلاّ أنّها فقدت كرامتها وشرفها وعزّها من
جانب آخر. فالرجل لا ينظر لها إلاّ