الرجال ، فكانت
المرأة عندهم تُعاقب بجميع جرائمها بالاستقلال ، ولا تثاب لحسناتها ، ولا يراعى
جانبها إلاّ بالتبع وتحت ولاية الرجل.
اذاً كانت المرأة في عصر اليونانيين في
غاية الانحطاط وسوء الحال من حيث الأخلاق والحقوق القانونية والسلوك الاجتماعية ، فلم
تكن لها في مجتمعهم منزلة أو مقام كريم ، فهي تقضي وقتها في المنزل تغزل وتنسج
وتخيط ثيابها وثياب زوجها وأطفالها ، وليس لها من الثقافة شيئاً أبداً حيث كانت
تمنع من الذهاب إلى المدارس.
المرأة الصينيّة :
كان المجتمع الصيني يعيش حالة فوضى ، فهو
أقرب إلى الوحوش من البشر ، لا يضبطهم قانون ولا عادات ، والأبناء يعرفون اُمهاتهم
دون آبائهم ، وكانوا يتزاوجون بدون حشمة ولا حياء ، حتى ظهر الحكيم «فوه ـ سي» سنة
٢٧٣٦ قبل الميلاد ، ووضع لهم القوانين وسنّ لهم الأنظمة.
إلاّ أنّ المرأة لم تحصل من هذه
القوانين على حقّها ، بل حتى على درجة من الكرامة. فاعتبرها القانون تابعة للرجل ،
تنفّذ أوامره وتقضي حاجته ، ولا ميراث لها بل الميراث للذكور فقط. والزواج بالمرأة
يعتبر نوعاً من اشتراء نفسها ، ولا تشارك زوجها ولا أبناءها الغذاء ، بل عليها أن
تجلس جانباً لوحدها ، ويحقّ لمجموعة من الرجال أن يتزوّجوا امرأة واحدة يشتركون في
التمتع بها والاستفادة من أعمالها.
المرأة الهنديّة :
تعتبر بلاد الهند ذات حضارة عريقة تتصف
بطابع العلم والتمدّن والثقافة منذ القدم ، ومع ذلك كلّه نراهم يعاملون المرأة
معاملة قاسية لا رحمة فيها. فالمرأة عندهم مملوكة لأبيها أو لزوجها أو لولدها
الكبير ، محرومة من جميع الحقوق الملكية حتى الإرث ، وعليها أن ترضى بأيّ زوج
يقدّمه أبوها أو أخوها ، وهي