إنّما الكلام في أنّنا هل يجب علينا أن
ننظر إلى كلّ واحد واحد منهم بعين الاحترام؟ وأن نقول بعدالتهم واحداً واحداً؟
بحيث يكون الصحابي فوق قواعد الجرح والتعديل ، ولا تناله يد الجرح والتعديل أصلاً
وأبداً ، أو أنّهم مع كلّ ما قاموا به من جهود في سبيل هذا الدين ، وبالرغم من
مواقفهم المشرّفة ، أفراد مكلّفون كسائر الافراد في هذه الاُمّة؟
الحقيقة : إنّنا ننظر إلى الصحابة على
أساس التقسيم التالي ، فإنّ الصحابة ينقسمون إلى قسمين :
قسم منهم : الذين ماتوا في حياة رسول
الله ، بحتف الانف ، أو استشهدوا في بعض الغزوات ، فهؤلاء نحترمهم باعتبار أنّهم
من الصحابة الذين نصروا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأعانوه في سبيل نشر هذا الدين.
القسم الثاني منهم : من بقي بعد رسول
الله ، وهؤلاء الذين بقوا بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم
ينقسمون أيضاً إلى قسمين :
فمنهم : من عمل بوصية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأخذ
بسنّته ، وطبّق أوامره.
ومنهم : من خالف وصيّته ، ولم يطعه في
أوامره ونواهيه صلىاللهعليهوآلهوسلم
وانقلب على عقبيه.